قائد الطوفان قائد الطوفان

قطر تحرم السلطة فرصة السمسرة على أموال الإعمار

قطر تفقد السلطة فرصة السمسرة على أموال الإعمار
قطر تفقد السلطة فرصة السمسرة على أموال الإعمار

الرسالة نت - محمود فودة

ظهر انزعاج السلطة الفلسطينية من بدء دولة قطر بتنفيذ مشاريع الإعمار بغزة، بعيدًا عن إدارة السلطة، الأمر الذي أفقدها فرصة السمسرة على الإعمار عبر اقتصاصها 50% من قيمة المنحة لميزانيتها الخاصة.

 السلطة الفلسطينية ترى في إعمار غزة الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وعليه هرولت لمؤتمر القاهرة لإعمار غزة بحثًا عن حصتها من الكعكة، إلا أن قطر قطعت الطريق عليها عبر تنفيذها المشاريع بشكل مباشر الأمر الذي أزعجها وجعلها تدعي تخوفها من الدور القطري في الفصل بين غزة والضفة.

 وقد يتساءل البعض عن سبب اتجاه قطر للعمل بشكل مباشر بإعمار غزة، فيما تبدو الإجابة ترتكز في رغبة قطرية على إنجاز المشروعات خلال أقصر مدة، عدا عن تخوفها ألا تصل الأموال لمستحقيها أو يتم استقطاع جزء منها لصالح ميزانيات الحكومة التي تعاني أزمة مالية خانقة؛ مما يطول أمد معاناة الغزيين المنكوبين.

 مصادر صحفية أكدت صدور أوامر من رأس السلطة محمود عباس لمقربيه بشن هجوم باسم حركة فتح على الدور القطري في غزة؛ بحجة أنه يعزز الانقسام بين غزة والضفة المحتلة، فيما يرى مراقبون أن التوجه القطري أنهى رغبة السلطة في العودة لغزة فوق كيس الإسمنت، فيما تفتح الخطوة القطرية الطريق أمام العديد من الدول للحذو حذوها وهذا أكثر ما يقلق السلطة.

حماس المنزعجة من تقصير الحكومة بحق غزة وأزماتها، رأت في الخطوة القطرية إثباتا لزيف ادعاء السلطة بأن عدم تسلمها للمعابر هو السبب في تأخير الإعمار.

وبالعودة للوراء قليلًا، حيث خطة سيري فارغة المضمون، والتي تعتبر السلطة جزءا أساسيا فيها، فإن المشاريع القطري المباشرة أثبتت إمكانية القفز عن هذه الخطة، فيما يثبت سماح الاحتلال لقطر بإدخال مواد البناء فشل الخطة الأممية لإعمار غزة.

المحلل السياسي يوسف رزقة قال إن قطر تدرك من هي الجهات الحقيقية التي تحاصر غزة، وعليه وجدت أن أسهل الطرق لتخفيف الحصار هو التواصل المباشر مع الاحتلال بصفته مسؤولا عن المناطق المحتلة، فيما لم يجد رزقة مبررًا لأحد لكي يُبدي انزعاجه من الدور القطري.

 وفي ذات الوقت، رأى رزقة في انزعاج أي طرف من الدور القطري رغبة منه في أن يدوم حصار غزة، فالطرف الاسرائيلي له شركاء كالسلطة وانظمة عربية أخرى، فيما ينم ربط السلطة للإعمار بملفات سياسية كالمصالحة عن سياسة خلط الأوراق عبر استخدامها حاجة المواطنين لأغراض سياسية.

وفي وجهة نظر أخرى، أرجع المحلل السياسي طلال عوكل انزعاج السلطة إلى أنها ترى نفسها الجهة المسؤولة بشكل فعلي عن الاعمار، في الوقت التي تعتبر نفسها غير مقصرة بحق غزة برغم الإجماع المحلي والدولي على تهمشيها لأزمات غزة المتراكمة.

 ويرى عوكل أن السلطة فهمت من قيام قطر بمباشرة الاعمال عبر صرف مليار دولار على اعادة الاعمار دون دور حيوي لها، محاولة لتشجيع حماس للخروج عن المتفق عليه دوليًا في إعمار غزة عدا عن حجة تعميق الانقسام.

إلا أنه لم يستبعد أن يكون سبب الانزعاج ماديًا، بناءً على أن نصف المبلغ المتبرع به خلال مؤتمر القاهرة هو لميزانية السلطة، وعليه قد ترى السلطة أنه يتوجب على قطر دفع نصف المليار لميزانيتها حسب قرار الدول المانحة.

الهجوم الفتحاوي على قطر ليس وليد اللحظة، بل إن لفتح والسلطة سوابق في ذلك، إلا أن عوكل قلل من إمكانية تأثير الكلام الفتحاوي على العمل القطري بغزة، مع إمكانية توتر العلاقات وتبادل الاتهامات بينهما.

وبين أن الخطوة القطرية قد فتحت المجال أمام الدول الاخرى للعمل بذات الطريقة، موضحا أن الأمر يحتاج لشجاعة ومغامرة، قد لا تتوفر لدى الاخرين كقطر، فيما لن تصمت السلطة لان الأمر سيؤثر على منافعها الخاصة.

البث المباشر