قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: بابوري رايح ... بابوري جاي

الكاتب والصحفي أ. وسام عفيفة
الكاتب والصحفي أ. وسام عفيفة

بقلم أ. وسام عفيفة

تذكرني زيارات رئيس الوزراء رامي الحمد الله لغزة بأغنية قديمة كنا نرددها في الطفولة:

بابوري رايح رايح .. بابوري جاي

بابوري محمل سكر وشاي

وفي ظل حالة عدم الثقة الغزية والشعبية بالحمد الله وحكومته يبدو أن "البابور" هذه المرة أيضا لا يحمل سكر ولا شاي، بل جاء بعد ضغوط الحراك القطري في ملف إعادة الإعمار، والتقدم السويسري الأوروبي في ملف موظفي غزة، والوساطات الدولية نحو تثبيت تهدئة بين المقاومة والاحتلال.

وللأغنية بقية:

بابوري رايح .. على بيروت

رايح يجيب مرجان وياقوت

على البعد يا حبيبي راح اموت

يالله الحقوني بشربة ماي

ولأن غزة فيها أموال إعمار، وضرائب كهرباء، وبضائع المعابر، وعنوان الحراك الدولي، فإن رامي قادم إليها، وهو يحسدها على دمارها، وغياب كهربتها، وانقطاع رواتب موظفيها، لهذا يأمل أن "يسمسر" من جراحها وعذابها وقهرها، ويجبي ما يسد به عجز موازنته التي يصرف ربع أموالها على الأجهزة الأمنية التي تقمع المواطن الضفاوي وتحمي المستوطن.

الحمد الله يأتي لا لكي يطفئ شوق البعد عن محبوبته غزة، ولا لسواد عيوننا، بل لأنه حصل على تعليمات جديدة من "معلمه"، واستجابة لمطالب جهات إقليمية ودولية، حذرت من تجاهلهم إذا استمروا بالمماطلة والتسويف.

وأمام الصحفيين ومن حوله حاشيته يجدد الحمد الله شروطه: أخلوا المعابر، أعيدوا المستنكفين، سلموا لنا جباية الضرائب، متناسيا انه وحكومته أصبحوا جزءا من المشكلة بدل أن يكونوا عنوان الحل، وتجاهل الإجابة على تساؤلات المواطنين، ولم يجرؤ على النظر في عيون المشردين، والمحاصرين، والمقهورين، والمنسيين، والمحبطين.

استعراض حرس الشرف الذي نظمه عسكريون من غزة على معبر بيت حانون لن "يحنن" قلب وزير الداخلية، لأنهم خارج الحسابات السويسرية والسلطوية، وسينعم الحمد الله خلال إقامته بالأمن والحماية، بمظلة وزارة داخلية لا يعترف بشرعيتها، سيجتمع، ويناقش، ويدرس، ويوعد، ثم سيغادر للتشاور، وهكذا رايح جاي ... رايح جاي، لسان حاله المثال الشعبي: "رايح جاي مثل (بـــــــ...) المغربل".

البث المباشر