أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة آلاف عائلة نزحت في الأيام الأخيرة من الرمادي والمناطق المحيطة بها إثر الاشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية، في حين أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن الآلاف من النازحين يفترشون العراء على مشارف بغداد وأن السلطات تمنعهم من دخولها إلا بضمان كفيل من داخل المدينة.
وأكدت المفوضية حصول وفيات بين النازحين بسبب الظروف الصعبة التي يواجهونها، بينهم أطفال حديثو الولادة.
ويقول النازحون عند جسر بزيبز الذي يربط بغداد بعامرية الفلوجة إنهم ضحية ما وصفوه بإهمال حكومي متعمد بعد أن منعت الأجهزة الأمنية عبورهم.
ويقولون إن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري لم يأت على أي ذكر لهم خلال كلمة وجهها لعشائر الأنبار حثهم فيها على المشاركة في ما وصفها بالمعركة الفاصلة لتحرير الأنبار.
وقال عمر طلال ماجد أحد شيوخ الأنبار للجزيرة إن النازحين غادروا الأنبار بعد أن حاول المسلحون استخدامهم دروعا بشرية و"أمن لهم أبناء العشائر الطريق، ولكن للأسف لم تسمح لهم الحكومة بالدخول إلى بغداد إلا بضمان كفيل".
وردا على سؤال عن ما إذا كانت هناك مساعدات تقدم للنازحين من الجهات البرلمانية التي تطالبهم بالبقاء للمشاركة في المعركة ضد تنظيم الدولة، قال ماجد إن أبناء العشائر إمكانياتهم قليلة ولم تستجب الحكومة لمطالبهم في الحصول على دعم للسلاح والعتاد.
وفي وقت سابق السبت حذر رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض، من وفاة نحو مائة طفل حديثي الولادة من نازحي محافظة الأنبار (غربي العراق) موجودين حاليا عند مدخل العاصمة العراقية.
وفي المقابل قال قائد اللواء 55 في الجيش العراقي العميد الركن عبد الله جار الله إن أكثر من 15 ألف نازح انتقلوا من الأنبار إلى بغداد عبر جسر بزيبز، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تتخذ كافة الإجراءات لنقلهم إلى مناطق آمنة.
وسيطر مسلحو تنظيم الدولة على منطقتي البوفراج والبوعيثة شمالي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة، ويحاول التنظيم بسط سيطرته على الرمادي.
وكانت القوات العراقية بدأت في الثامن من الشهر الجاري حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم الدولة ضمن عمليات لفرض سيطرتها على المناطق التي سيطر عليها التنظيم في الهجوم الواسع الذي شنه في يونيو/حزيران الماضي.
وتتلقى القوات العراقية دعما جويا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يشن غارات على مواقع التنظيم.