بيروت – وكالات وصحف
أكد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني لـ "المستقبل العربي" أنه يعتزم زيارة دمشق خلال شهر رمضان الحالي لإلتقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس", وذلك قبل أن يقوم بزيارة غزة لإلتقاء قيادة حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة, بما في ذلك اسماعيل هنية رئيس الحكومة , مؤكداً عمق ومتانة العلاقة بين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس السوري بشار الأسد.
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني رد متانة العلاقات بين عباس والأسد في جزء كبير منها إلى ما قال إنه دور هام لعبه رئيس السلطة الفلسطينية لترطيب العلاقات السورية ـ الأميركية.
ويؤكد الزعنون أن الجهود التي بذلها عباس هي التي أسفرت عن تعيين الولايات المتحدة قائماً بأعمال سفارتها في العاصمة السورية, التي مضى على سحب سفيرها منها قبل انتهاء سفارته, اربع سنوات.
ويضيف الزعنون أن الرئيس السوري يعتبر عباس رجلاً صادقاً, وأنه قال ذلك لعباس, مضيفاً وفقاً للزعنون, "الذين تعدنا به تقول هذا استطيع أن أفعله, والذي لا تستطيع أن تفعله تقول إنك لا تستطيع فعله".
ويدلل الزعنون على متانة العلاقات بين الرئيسين بالقول إن الرئيس السوري وافق على مشاركة اعضاء مؤتمر "فتح" في اعمال المؤتمر الذي انعقد في بيت لحم, كما أنه سهّل مرور اعضاء المؤتمر من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية.
الزعنون ابلغ "المستقبل العربي" أن فكرة هذه الزيارة وافق عليها مشعل اثناء التقائه إياه في عمان الأسبوع الماضي, حيث قدم تعازيه وتعازي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس".
وكشف الزعنون عن أن فكرة هذه الزيارة طرحت عليه أول مرة من قبل أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مؤخراً في مسقط, حيث وافق الزعنون على اشتراك بحر وكذلك عضو المجلس التشريعي عن حركة "حماس" مروان أبو راس, في عضوية الوفد الفلسطيني برئاسته إلى مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي في آذار/ مارس 2009.
خلال المشاركة في اعمال مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي, يقول الزعنون إن العلاقة توطدت بينه وبين بحر وأبو راس, حيث عرفوه عن قرب, وعرفوا أنه سبق أن كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين قبل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة "حماس".
ويشير الزعنون إلى انهما اعجبا جداً بقصيدة من شعره نظمها سنة 1954 حين جرت محاولة للإساءة إلى حسن الهضيبي, المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, بعد المرشد المؤسس حسن البنا.
تعامل الزعنون الجيد مع نائبي "حماس" في المجلس التشريعي, يقول رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أنها جعلتهما يقولان له "لم لا تأتي إلى غزة", مضيفان أنه في حال قدومه إلى غزة "سنجعل لك استقبالاً يبدأ من رفح وينتهي عند مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة".
ويضيف أنه عرض عليهما مبادرة كررها أمام خالد مشعل في منزل والده بعمان, حين زاره في اليوم التالي لتشييع والده. ويقول الزعنون إنه قال لبحر وأبو راس إن المجلس الوطني الفلسطيني قادر على حل الأزمة الفلسطينية, بعد أن فشلت كل الجهود, وأنه قال لمشعل "خلال أيام سنزورك في دمشق", لأن قدوم معزين آخرين إلى المنزل حال دون أن يكمل الزعنون طرح تفاصيل مبادرته.
ويشرح الزعنون تفاصيل هذه المبادرة لـ "المستقبل العربي" قائلاً إن اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني برئاسة عباس, بمشاركته, كلفت من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في آخر اجتماع عقدته في رام الله, بعد أن أضيف لها ستة اعضاء جدد بدلاً من الأعضاء المتوفين, العمل على اتمام ما توصلت إليه سابقاً لجهة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية, وصولاً إلى عقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني, أشار لها عباس في الكلمة التي القاها في افتتاح الإجتماع الخاص للمجلس, وذلك في إطار المرحلة الإنتقالية التي قد تتراوح مدتها بين سنة إلى ثلاث سنوات, تنتهي بإجراء انتخابات مجلس وطني جديد.
ويبين الزعنون أن الدورة العادية المقبلة للمجلس الوطني ستعقد بأعضاء المجلس الحالي الذي تم التوافق على اعضائه سنة 1988.
ويقول إن انتخاب مجلس جديد سيتم على قاعدة اتفاق القاهرة (17آذار/ مارس 2005), الذي وقع عليه محمود عباس وخالد مشعل, وعموم الفصائل الفلسطينية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالدورة العادية الإنتقالية للمجلس الوطني, فيقول الزعنون إنه سيكون فيها لحركة "حماس" عدد مماثل لممثلي حركة "فتح", وهو 49 عضواً لكل حركة, يضاف لهم بالنسبة لحركة "حماس" ثمانون عضواً هم ممثلوها في المجلس التشريعي (العدد الصحيح 67 نائباً/ المحرر), وثمان اعضاء آخرون خمسة منهم لحزب الخلاص الإسلامي، والثلاثة الآخرون يمثلون ثلاثة أحزاب اسلامية صغيرة تعتبر امتدادا لحركة "حماس".
وأشار الزعنون إلى وجود طلب من جبهة التحرير الفلسطينية/ جناح رام الله برئاسة الامين العام للجبهة د.واصل ابو يوسف, بأن تمثل هي الأخرى في اللجنة التنفيذية للمنظمة, لوجود انشقاق في هذه الجبهة, أصبح علي اسحاق ممثلها بموجبه, ممثلاً لجناح الجبهة في دمشق.
وبلفت نظره إلى أن تمثيل "فتح" لا يقتصر فقط على 49 عضواً, إذ أنها ممثلة كذلك بأعداد كثيرة من المستقلين, وممثلي الإتحادات الشعبية, قال الزعنون إن انتخابات ستجرى في الإتحادات الشعبية, وقد اجريت بالفعل انتخابات لإتحاد المرأة الفلسطينية وأخرى للإتحاد العام لعمال فلسطين, حيث لم تشارك "حماس" في هذه الإنتخابات, غير أنه مع ذلك سيتم اختيار ممثلين لهذين الإتحادين في المجلس الوطني من اعضاء "حماس".
ويبدي الزعنون أنه سيكون هناك أيضاً ممثلون لحركة الجهاد الإسلامي, والفصائل الأخرى التي تتخذ من دمشق مقراً لقيادتها, وهي متحالفة مع حركة "حماس".
هذه الفكرة يقول الزعنون أعجب بها النائبان بحر وأبو راس, وقالا له حبذا لو تزورنا في غزة لنناقشها, لأننا لا نستطيع أن نشرحها كما تفعل أنت.
وختم الزعنون مؤكداً: "نحن جادون في عقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني عندما نكون متأكدين من حضور نصاب الثلثين, وحين تدخل حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي في منظمة التحرير, بحيث نعقده في غزة باعتبارها محررة, أو في أي مكان آخر".