قائد الطوفان قائد الطوفان

ابحث عمن له مصلحة تعرف الجاني

غزة مستهدفة من السلطة والاحتلال بهدف نشر الفوضى وإسقاط التجربة

المدان نعيم أبوفول الذي حاول تفجير السيارة على مفترق الشجاعية
المدان نعيم أبوفول الذي حاول تفجير السيارة على مفترق الشجاعية

​الرسالة نت- رامي خريس

كشف المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية الذي تم خلاله عرض تسجيل مصور للمدان بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في الشجاعية عن علاقة مباشرة بين مخابرات السلطة في الضفة ومحاولات (نشر الفوضى) في غزة أو ما قيل إنه "فرقعة" كما جاء على لسان المتحدث في الشريط المصور.

خطة (نشر الفوضى) في غزة جاءت مكملة لمحاولة تنفيذ (الخمسة بلدي) التي أعقبت فوز حماس في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، وكلا الخطتين كان الهدف من ورائهم إفشال إدارة حماس لقطاع غزة، خطة دحلان في الخمسة بلدي فشلت، وعلى ما يبدو فإن خطة (نشر الفوضى) أو (الكركعة) أو(الفرقعة) في طريقها للفشل.

ومع ذلك يبدو أن أمام الأجهزة الأمنية في غزة مهمة صعبة ومتواصلة لإحباط أي محاولات أخرى للعبث في أمن قطاع غزة ومواطنيه، ومن غير المتوقع أن تتسامح مع أي محاولات لنشر الفوضى، وهو ما يضعها أمام اختبار صعب نجحت في مرات سابقة كثيرة في اجتيازه.

ومن الواضح أن الهاربين من غزة من الضباط السابقين في الأجهزة الأمنية هم المكلفون بخطة (نشر الفوضى) من خلال الاتصال بأشخاص من العناصر التي كان لها نشاط في المقاومة مثل ما حصل مع نعيم أبو الفول صاحب التسجيل المصور، الذي يبدو أنه استغل علاقاته مع فصائل المقاومة للحصول على العبوات الناسفة.

ومن غير المستبعد أن تكون أجهزة سلطة رام الله وضباطها الهاربون من غزة لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة ـبـ(المنحرفين) الذين أقدموا خلال الأسابيع الماضية على تنفيذ بعض التفجيرات في أماكن مختلفة من قطاع غزة.

وكان الشاب "يونس حُنر"، قد لقي مصرعه قبل أسبوعين تقريباً، في حي الشيخ رضوان بغزة، وقالت رواية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، إنه قُتل خلال محاولة توقيفه، بعد أن رفض تسليم نفسه، وهدد بتفجير منزله، بعد أن بادر بإطلاق النار على القوى الأمنية.

الموجة الجديدة من الجرائم التي يرتكبها (المنحرفون) في غزة لم تكن معزولة عن تاريخ طويل من الممارسات الشاذة التي وقعت في القطاع منذ عام 2007، عندما أعلن الدكتور عبد اللطيف موسى قيام إمارته في رفح خلال خطبة الجمعة يوم 14 أغسطس وسط هتافات تكبير من العشرات من أنصاره الذين كان بعضهم مسلحا، واشتبكوا حينها مع قوة من وزارة الداخلية التي استطاعت إنهاء هذه الحالة في عملية حاسمة وسريعة.

وإذا كانت وزارة الداخلية في غزة قد استطاعت إنهاء نموذج موسى فإن ذيول الحالة تكررت في غزة بأشكال مختلفة فاختطفت مجموعة أخرى المتضامن الايطالي فيتوريو أريغوني وقتلته لاحقاً، وهو أول متضامن أجنبي مع الفلسطينيين يقتل في قطاع غزة بعد اختطافه يوم 14 أبريل/نيسان 2011 على يد جماعة وصفت بأنها "سلفية".

ومع ذلك فإن حالة خطف قد وقعت قبل ذلك في منتصف 2007، عندما اختطفت مجموعة الصحفي البريطاني ألان جونستون، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية قبل أن تطلق سراحه لاحقاً بعد مفاوضات مع الحكومة العاشرة وأجهزتها الأمنية في غزة.

وتكررت وقوع الحالات الشاذة في غزة ومع ذلك لم نسمع عن شيء من هذا القبيل في الضفة الغربية، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة عن المستفيد من نشر الفوضى في غزة، ولهذا السؤال هناك إجابات عديدة، فغزة مستهدفة من الاحتلال الذي يعمل أيضاً على ضرب المقاومة من خلال اشغالها بضربات تتلقاها من الظهر، والسلطة في رام الله لها مصلحة كبيرة في إفشال تجربة حماس في إدارة غزة، بل إن أطراف عربية التقت مصالحها مع السلطة والاحتلال في نفس الوقت لإفشال تجربة حكم الاسلاميين والمقاومة، إذن ابحث عمن له مصلحة تعرف الجاني. 

البث المباشر