قائد الطوفان قائد الطوفان

انديك لنتنياهو : إذا كانت إسرائيل دولة عظمى فلتفعل ما تشاء

القدس – الرسالة نت

دعا مستشار الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط السفير السابق في تل أبيب مارتن أنديك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس إلى حسم خياره بين مواجهة مع الرئيس باراك اوباما أو دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين في حين خرج نائب وزير الخارجية داني أيالون في هجوم شديد اللهجة على الإدارة الأميركية، وإن لم يذكرها بالاسم مباشرة، حين قال إن «إسرائيل لا تنتظر نصائح أي كان لأن السلام مع الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية»، كما أنها ترفض إملاء جداول زمنية للتقدم في المفاوضات.

وقال أيالون أمس إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية «ولا نريد من احد أن يقدم لنا النصائح، ثم من أين لهم أن يملوا علينا جداول زمنية».

 وتابع أن السلام لا يصنع على الورق ولا لسنة أو اثنتين أو حتى 50 سنة، «وإذا ما كان علينا الخيار بين تنازل آخر والتوقيع على اتفاق فقط لأن الأمر ملّح لطرف ما، لسبب ما، فقط لأن هناك من يقول إنه يجب إقامة دولة فلسطينية في غضون عامين، فإن الأمر مصطنع».

وزاد: «ماذا يعني تحديد جدول زمني؟. لا يوجد هنا أي جداول زمنية، لذا يحظر التسرع، ويحظر علينا أن نكون ظرفاء في أعين الجميع ... لأنهم قد يستلطفوننا لوقت ما، لكنني لست متأكداً من أنهم سيحترموننا».

ولم يتردد أيالون في الغمز من قناة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لموافقته على استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين بوساطة أميركية كما اقترح الموفد ألأميركي الخاص جورج ميتشل، وقال: «الجميع يتحدث عن مفاوضات عن قرب ... وهذا أيضاً خطأ ... كان يجب الذهاب مباشرة إلى مفاوضات مباشرة، تشمل التوضيح للفلسطينيين انهم لا يصنعون معروفاً لأحد بمجيئهم إلى طاولة المفاوضات».

ورداً على أقوال إنديك للإذاعة العسكرية أمس بأنه «إذا رأت إسرائيل أنها ليست في حاجة إلى الولايات المتحدة، فلتتدبر أمرها بنفسها، لكنها إذا كانت معنية بدعم أميركي، تتحتم عليها خدمة المصالح ألأميركية»، قال ايالون إن إسرائيل ينبغي فعلاً أن تأخذ ضمن اعتباراتها المصالح القومية للولايات المتحدة، تماماً مثلما تهتم الولايات المتحدة بمصالح إسرائيل القومية، «لكن علينا أولاً أن نفكر بأنفسنا ونهتم بمصالحنا وبأمننا. ممنوع التسرع، يجب العمل برويّة لا بطيش».

وكان انديك قال للإذاعة الإسرائيلية: «إذا كانت إسرائيل دولة عظمى ليست في حاجة إلى حماية الولايات المتحدة التي تعمل على عزل ايران وتضغط عليها، فليكن ولتفعل ما تشاء ... لكن إذا أردتم الولايات المتحدة إلى جانبكم، عليكم أن تأخذوا في اعتباراتكم المصالح الأميركية».

ورداً على السؤال عن الثمن في الأرواح الذي تدفعه إسرائيل في معركتها ضد الإرهاب، قال إنديك إن اوباما «يوقع على رسائل لعائلات جنود (أميركيين) قتلى أكثر بكثير مما يوقع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وعلى إسرائيل أن تلتفت إلى المصلحة الأميركية في الحرب»

وكان إنديك حذر في مقال نشره في صحيفة «نيويورك تايمز» من أنه «ستكون انعكاسات فظيعة على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب» في حال واصل نتانياهو إرجاء الحسم السياسي، و «عليه الخيار بين مواجهة مع الرئيس الأميركي وبين خلاف مع شركائه في ائتلافه الحكومي من اليمين». وتابع ان نتانياهو تغيّب عن مؤتمر الأمن النووي في واشنطن الأسبوع الماضي ليتهرب من تقديم الرد على مطلب تجميد الاستيطان في القدس، وأضاف أن غياب التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين يسهم في إعلان دول عربية دعمها لايران.

إلى ذلك، أكدت تقارير صحافية إسرائيلية أن ميتشل أرجأ زيارته لإسرائيل والتي كانت متوقعة اليوم، إلى الأسبوع المقبل في انتظار رد إسرائيل على قائمة المطالب التي قدمها اوباما لنتانياهو قبل شهر. وأكدت الإذاعة العسكرية أن أربعة من أعضاء المنتدى الوزاري السباعي يعارضون تجميد البناء في مستوطنات القدس فيما يوافق على ذلك الوزيران ايهود باراك ودان مريدور. وأضافت أن إشارات من واشنطن تصل إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة تقول إن «صبر الرئيس الأميركي قد عيل» إزاء المماطلة التي تنتهجها إسرائيل في الرد على مطالبه.

 

البث المباشر