قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد اتهامه لها بالتنسيق مع الاحتلال

عباس يسقط فشله السياسي على حماس

 رئيس السلطة محمود عباس
رئيس السلطة محمود عباس

غزة-ياسمين ساق الله

خلال الأيام الأخيرة لم يكل رئيس السلطة محمود عباس من توجيه الاتهامات لحركة حماس بغرض تشويه صورتها أمام الفلسطينيين والعالم، حيث عاد من جديد ليتهمها بالتنسيق أمنيا مع الاحتلال بالإضافة إلى إجراء مفاوضات سرية معه.

وكان عباس قد اتهم في حوار له الجمعة الماضية مع مجلة روز اليوسف المصرية حماس بالتنسيق الأمني مع الاحتلال وفق اتفاق تهدئة قديم يتم خلاله إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين وذلك في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من أجل إقامة دولة في غزة.

إسقاط للفشل

حركة حماس على لسان عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق اعتبرت تلك الاتهامات مجرد ذرائع لتهربه من مسؤولياته تجاه قطاع غزة المحاصر ومحاولة لاسترضاء الغرب والاحتلال الإسرائيلي.

فتكرار محاولات التحريض والتشويه التي يتبناها عباس والتي وصف حماس خلالها مؤخرا بأنها "حركة إرهابية" يقرأها مراقبون سياسيون على أنها مؤشر واضح على حالة الفشل والعقم السياسي الذي وصل إليه رئيس السلطة في ظل انسداد مشروع التسوية مع الاحتلال.

وحسب رؤية المحلل السياسي خالد العمايرة من الضفة فإن عباس بات يعيش أزمة ثقة بينه وبين نفسه ما يدفعه إلى التحريض لإسقاط فشله وأزماته السياسية على حماس بغزة من وقت لآخر.

كما أنه يدرك جيدا وفقا للعمايرة أن حماس بعد الانتصارات التي حققتها خلال الحروب الثلاثة التي خاضتها مع الاحتلال بغزة باتت تشكل منافسا قويا له على مستوى قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، منوها إلى أن عباس يخشى تقوية نفوذ حماس بغزة وفي المنطقة أيضا ما ينعكس على مكانته ومستقبله السياسي ومصالحه بالمنطقة.

ليس ذلك فحسب، فعباس كما يوضح لا يرغب في حدوث انفراجه بقطاع غزة المحاصر اسرائيليا وعربيا لاسيما وأن المنطقة تشهد حالة من المتغيرات السياسية وانفراجة اقليمية قد تصب في صالح غزة وحماس خلال المرحلة المقبلة.

تهديد لمستقبله

هذا الواقع والتطورات المتلاحقة بالمنطقة تربك عباس وتدفعه إلى مواصلة التحريض ضد غزة وحماس بدليل مطالبته خلال الشهور الماضية الدول العربية باتخاذ موقف تجاه ما وصفه "سلب الشرعية" بتوجيه ضربة عسكرية عربية للقطاع على غرار "عاصفة الحزم" بدعوى الانقسام وهو الأمر الذي استهجنته الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس.

المحلل السياسي حسام الدجني يؤكد أن عباس ينظر بقلق لدور وشعبية حماس بالمنطقة وبما يقدم إليه من معلومات عن الحركة بإجرائها مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال ما يدفعه إلى مهاجمتها دفاعا عن وجوده.

وفقا للدجني فإن عباس يدرك أن أي مفاوضات تتجاوزه تمثل تهديدا لمستقبله السياسي الذي بات يخشى عليه كثيرا في هذه الآونة، ويقول: "الهجوم على حماس أصبح يشكل أفضل وسيلة لعباس للدفاع عن نفسه ومصالحه مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل تضييق الخناق عليه للعودة للمفاوضات".

هذه التصريحات كما أجمع المراقبون لا تخدم سياسات الاحتلال الإسرائيلي فقط بل ستضرب كافة الجهود والمساعي القائمة لتشكيل حكومة الوحدة التي يأمل الشعب الفلسطيني بخروجها إلى النور اليوم.

البث المباشر