قائد الطوفان قائد الطوفان

السلطة تعتقل "أبناء المطاردين" لانتزاع معلومات عن آبائهم

قوات أمن السلطة تعتقل شاب فلسطيني (الأرشيف)
قوات أمن السلطة تعتقل شاب فلسطيني (الأرشيف)

الرسالة - محمود هنية

دخلت معركة السلطة ضد المقاومة فصلا جديدًا من فصول المؤامرة، إذ تستهدف هذه المرة منازل المطاردين لدى الاحتلال وخطف ابنائهم، ليس على سبيل الحماية كما تدعي، بل هي عملية حاولت فيها انتزاع معلومات عن هؤلاء المطاردين.

هذا ما حدث مع معاذ نجل المطارد القسامي القائد منير الحروب، المطلوب للاحتلال منذ ما يزيد عن عشرين عامًا، فقد اعتقله امن السلطة لعدة ساعات، دار التحقيق خلالها حول والده وعن وجوده، مع انه لم ير والده منذ عشرين عامًا.

وتقول أم معاذ "للرسالة"، إن السلطة التي قدمت المعلومات عن زوجها، وتسببت في مطاردته، وعادت اليوم لتستكمل حلقات مسلسلها الخياني، باختطاف نجله لمعرفة تفاصيل تتعلق بوالده، يمكن أن تساعد الاحتلال من خلالها الوصول اليه.

وتعرض المطارد الحروب لتعذيب شديد في سجون السلطة في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، ولم يفرج عنه الا بعد قصف السجن، والخروج منه بأعجوبة، ومنذ ذلك الوقت عملت السلطة على مراقبة منزله، ما دفع بالعائلة للتنقل في اكثر من منطقة كي تسكن فيها.

كما عملت السلطة عملت على زرع أدوات تجسس في ملابس أطفال الحروب عندما كانوا صغارًا، ونصبت الكاميرات امام منازلهم، وكانوا يسألون الأطفال عن والدهم، تسببت في محاولات اغتيال الوالد اكثر من مرة وكانت له النجاة.

وتؤكد أم معاذ ان زوجها اختفى منذ عشرين عامًا ولا يعرف أبناؤه عنه شيئًا، بل حاولت ان تغلق صفحة والدهم كي لا يعيشوا في الحسرة والأسى، وهي محاولات تبوء بالفشل في ظل الاقتحام المتكرر من أجهزة امن السلطة لمنزلهم.

وعقب كل استدعاء من السلطة تقوم مخابرات الاحتلال باستدعاء زوجة الحروب، بل وصل الامر أن دعاها بعض قادة امن السلطة لاخبارهم عن مكان زوجها!.

واخبرت مخابرات الخليل زوجة الحروب بأن نجلها سيتم اعتقاله يوم الاحد المقبل، دون تهمة توجه اليه!

ما حصل مع الحروب تكرر مع عوائل فلسطينية أخرى، من بينها عائلة السعدي في جنين، إذ حاولت السلطة مرارًا اختطاف محمود السعدي وغيره من العائلة، للبحث عن القائد في الجهاد الإسلامي بسام السعدي المطارد لدى الاحتلال منذ عدة سنوات. وأدى سلوك السلطة لحدوث اشتباكات داخل مخيم جنين، احتجاجا على سلوك الأمن.

وأمام هذه الممارسات من السلطة الفلسطينية بحق عوائل المطاردين، أقر رئيس لجنة الحريات بالضفة النائب مصطفى البرغوثي، أن ثمة قرار سياسي يحول دون العمل على اطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالضفة.

وقال البرغوثي "للرسالة"، إن السلطة ترفض اطلاق سراح بعض المعتقلين الذين اقرت المحكمة الافراج عنهم.

والادهى من ذلك، كما وصف خليل عساف نائب البرغوثي، أن كثيرًا من المعتقلين السياسيين لا تعرف عوائلهم مصيرهم الا بعد اتصالات حثيثة تجرى مع الأجهزة الأمنية، كما حدث مع الصحفي اشتيه.

وأقر عساف "للرسالة" عجز لجنة الحريات في التعامل مع هذه القضايا، التي تتهم فيها السلطة هؤلاء الشباب والنشطاء بتجنيد الأموال والأسلحة، مع قناعتنا جميعًا ببراءتهم.

البث المباشر