قائد الطوفان قائد الطوفان

من ملفات القضاء

حاول خطف واغتصاب زميلته فكانت نهايته السجن

غزة – مها شهوان

بعدما نالت "ل" قبل ثلاث سنوات درجة عالية في الثانوية العامة قررت الالتحاق بإحدى جامعات مدينة غزة، ورغم أن مكان دراستها سيكون بعيدا عن سكناها، لكنها تمكنت من اقناع ذويها للعدول عن رفضهم خوفا عليها.

بعد احلام وردية رسمتها "ل" لمستقبلها، لاسيما حينما اختارت التخصص الذي رغبته وهو المحاسبة، باتت تحلم بوظيفة في احد بنوك القطاع، فكانت تشارك زميلاتها أفكارها وأمنياتها.

وفي احدى المرات خلال دورة للمحاسبة تعرفت على الشاب "ج" يمتلك والده مطعما معروفا وسط القطاع، حاول اغراءها والتودد لها من خلال حديثه عن أقاربه وأصدقاء والده أصحاب النفوذ ورجال الاعمال.

كانت الطالبة الجامعية تنصت إليه بجدية، رغم أن أغلب حكاياته من وحي الخيال، فكما وقعت في حباله نتيجة علاقة غرامية بينهما، استغلت الأمر وطالبته بدفع رسوم جامعية لها، فسارع ولبى مطالبها.

استغل الطرفان بعضهما، حيث أن الشاب "ج" يريد قضاء وقته مع فتاة جميلة يسعى زملاؤه للحديث إليها، بينما هي ابنة عائلة فقيرة تريد شابا غنيا كالمصباح العجيب يحقق رغباتها.

بعد مرور عام على العلاقة بين "ل" والشاب كشفت أكاذيبه فهو لا يريد الزواج منها كما وعدها، ولا يستطيع أن يتدبر لها وظيفة مرموقة كما وعدها، فحاولت الاختفاء من حياته.

ويبدو أن حياة المدينة أغوت الطالبة "ل" وجعلتها تتعمق فيها أكثر، إلى أن تعرفت على شاب اخر ساعدها في الحصول على عمل في مؤسسة مرموقة.

علم "ج" بحكايتها وتمكن من الوصول إليها للانتقام، ففي صبيحة أحد الايام اتصل بصديقه سائق الأجرة واخبره أنه يريد اختطاف الفتاة التي تعرف عليها قبل عام، لأنها نصبت عليه بالمال.

استجاب السائق لطلب صديقه، فتربصا لها حتى خرجت من المؤسسة التي تعمل فيها، سارع "ج" وسحبها من يدها وادخلها السيارة، وهددها بالقتل إن حاولت الصراخ، أخذ هاتفها وسحب "ذاكرته" التي تحتوي على صورها الشخصية.

طلب العشريني "ج" من السائق الذهاب بهم إلى أرض خالية تعود لأحد اقاربه، ليكمل انتقامه منها لكنه رفض ذلك وساعد الفتاة على الهرب.

لم يكتف "ج" بما حدث، فأصبح يهددها عبر الجوال بانه سيخبر والدها بعلاقتهما السابقة، وسيعرض صورها على "الفيسبوك"، مما اخاف الفتاة وطلبت العفو مقابل ارجاع ما اخذته منه تدريجيا، بالإضافة إلى عدم اخبار والدها فهو إن علم بالأمر سيقتلها بحسب قولها.

وكان "ج" قد حصل على رقم هاتف والدها منذ شهور، بحجة أنه سيأتي لمقابلته وطلب ابنته للزواج، لكن عائلته رفضت لعدم التكافؤ الاجتماعي بين العائلتين كما ذكر خلال تحقيقات الشرطة.

وبعد مرور اسبوعين من التهديدات تمكن السائق من الوصول إلى الفتاة وحمل إليها "ذاكرة" هاتفها التي تمكن من سرقتها، وطالبها بعدم الرد على هاتف صديقه.

حينما علم الشاب "ج" بما حدث راح يضايق الفتاة أكثر من السابق، حتى قررت ابلاغ الشرطة بما حدث واخبرتهم أن والدها لا يعلم بعلاقتها الغرامية مع الشاب.

وبمجرد أن ألقي القبض على الشاب تم استجوابه، فأقر بانه كان يريد خطفها ورميها في أرض خاليه بعد اغتصابها للانتقام منها.

ولايزال ملف القضية مفتوحا حتى اللحظة، حيث ينتظر الشاب حكم المحكمة ففي حال لم تقع المصالحة بين الطرفين سيأخذ حكما أدناه ثلاث سنوات وفق القانون الفلسطيني.

شرك المحرمات

ويعقب داود حلس الاختصاصي التربوي على الملف قائلا:" ضعف العقيدة الاسلامية لدى الفتاة والشاب اوقعتهما في المحظورات (..) ورغم ما حدث فإن الشاب لا يقبل ما فعله بالفتاة أن يحدث لأخته".

واكد حلس على أن ما حصل يأتي ضمن مسئوليات الاسرة التي من واجبها التوجيه والارشاد، فلابد أن تكون الفتاة صديقة لأمها وكذلك الشاب صديق لوالده من مبدأ تقوية العلاقة بينهما.

ويفسر ابتزاز الفتاة للشاب ماديا بأنها لن تتجرأ على فعل ذلك، إلا إذا قدمت له تنازلات مخالفة للعقيدة، معتبرا إقدام الشاب على الخطف ومحاولة الاغتصاب تأكيدا على ضعف عقيدته الاسلامية.

البث المباشر