هناك تغيير ايجابي في موقف السلطة الرسمي نتمنى ان تتوسع دائرته لتشمل الميدان، كما يوجد حماسة في الجيل الفتحاوي للموجة الثورية، وهناك توحد وجداني يتعاظم للفلسطينيين، ولم يتبقى إلا الأجهزة الامنية وشبابها ليشاركوا شعبهم ويدافعوا عنه بما يمتلكون من سلاح وخبرة، ويكفوا عن التعاون والالتزام بالتعهدات الأمنية، كما قال الرئيس لان الاحتلال لم يلتزم بأي من تعهداته فما معنى الالتزام الا خيبة وانحراف عن الخط الوطني. مشاركة أبناء الأجهزة الامنية في الدفاع عن شعبهم لا عن المستوطنين سيعني فعليا انطلاق الانتفاضة، وهناك حراك داخل هذه الاجهزة مع بعض التخوفات على مصيرهم، وأعتقد ان الشعب سيوفر لهم بيئة آمنة تختلف عما وفره الاحتلال لهم من قيود مع مسخ للشخصية الوطنية داخلهم، حتى أطلق عليهم الفلسطيني الجديد، وأي تغيير في هذه الأجهزة سيعني انتهاء الرهان الامريكي على اختراق الجبهة الفلسطينية من الداخل. فرحة أبناء فتح في عملية نابلس الأخيرة لم تعادلها فرحة، وحقيقة ظهرت اندفاعة عفوية من كوادرهم وشبابهم وحتى من انتمى بعد الانقسام، وكانت فرحتهم كظمآن في صحراء لاهبة فعثر على نهر أعذب فرات بين قدميه فلم يدري ما يفعل؟! ففي غزة وزعت الحلوى وخرجت التجمعات وهنأ بعضهم بعضا، وفي الضفة احتشدت جموع كتائب شهداء الأقصى والتفوا ببنادقهم مهللين متفاخرين وأطلقوا الرصاص بكثافة. وهذا يعني شيئا واحدا أن الجمهور الفتحاوي الحقيقي تواق للعودة لبندقيته وصراعه العنيف مع الاحتلال، وأن قيادة السلطة أضحت معزولة عن الوجدان الحقيقي لشباب الحركة، وهذا يعزز الأمل أن الدور الفتحاوي في النضال المسلح قادم لا محالة، وعلينا التكاتف كجسد واحد نحو موجة ثورية تتعانق فيها البنادق وتتعاظم الجهود ويأخذ كل منا دوره. لو تبنت فتح العودة للبندقية ستتضاعف شعبيتها وستزيد جماهيريتها، فالشعب الفلسطيني يعشق الكفاح المسلح وحقيقة البندقية تليق بحركة فتح وشبيبتها، واختلافنا مع الصقور انهم أهملوا السلاح فترة من الزمن. الانتفاضة الثالثة لا تحتاج لحدث ما يفجرها، بل لتغيير جذري بفلسفة سلطة رام الله، ولتحويل عقيدتها الأمنية التي ترتكز على حماية اتفاقياتها مع (إسرائيل) وجلها أمنية، لعقيدة وطنية تؤكد على حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه ومقاومة محتله. لهذا ما زال هناك تردد في السلطة ان تقف مع خيار الشعب الفلسطيني وما جاء من تلويح في كلمة الرئيس عباس ام تستمر بإرسال تطمينات ورسائل واضحة لحكومة نتنياهو، أنها لن تسمح بأي تحرك يؤدي لهبة جماهيرية حقيقية. الانتفاضة في الضفة الغربية تمثل هاجساً للاحتلال (الإسرائيلي) ومصدر قلق وخوف له، لأنها ستُفشل مخططاته القاضية بمسخ الشخصية والهوية الفلسطينية بالمحافظة على الانقسام، والعمل على تهويد القدس وزيادة المستوطنات وإتمام خطة الجدار العازل وإنهاك القوة الفلسطينية.