قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الفيس بوك سلاح لنا أو علينا

الكاتب ابراهيم المدهون
الكاتب ابراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

 الإعلام أهم سلاح بيد الفلسطينيين اليوم إذا احسن استخدامه، وهو ما حُرم منه شعبنا طوال عقود ماضية وسبب بتشويه الصورة وتزييف الحقائق، ففي الماضي هيمنت الحركة الصهيونية على المؤسسات الاعلامية المؤثرة والدولية، فكانت تنشر ما تريد وتخفي ما تريد وتهمل جرائم الاحتلال، فتقدم للمشاهد الغربي روايات إسرائيلية مكذوبة تُزيف الوقائع وتقلب الصورة ، لهذا تعاطفت شعوب العالم مع الاحتلال وكانت حركات الدعم الفلسطينية قليلة ومحصورة وغير فعالة، اليوم الامور اختلفت فالإعلام لم يعد عبارة عن مؤسسة إعلامية أو شبكة يمكن التحكم بها عن طريق النفوذ والأموال، فنحن أمام إعلام فعال مفتوح تفاعلي شخصي فردي، إعلام المواطن ويمكن أن يستخدم أدواته كل فرد كبيرا أو صغيرا رجلا او امرأة، وبمقدرة كل مستخدم لمواقع التواصل أن يحجز لنفسه مكانة بل ويؤثر، فينقل صورة أو منشور أو مقطع فيديو فيبلغ به الآفاق، حيث باستطاعتك نشر ما تريد من الأخبار من غير وسيط، وهناك مساحة مفتوحة وقدرة كبيرة لكل مواطن للمشاركة وضخ المعلومات والأخبار والوصول للجمهور المستهدف بسهولة. ولهذا اننا امام فرصة لاستثمار الاعلام الاجتماعي بشكل مناسب، وتفعيلة وتنميته للوصول للعقل الغربي والتأثير على الرأي العام العالمي كل بأسلوبه وطريقته ولغته، وهذا ما نعاني منه في الوقت الحاضر، بسبب قلة العارفين باللغة الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والالمانية، مما يصعب علينا نقل روايتنا ومظلوميتنا لشعوب العالم بسرعة ودقة فنظهر وكأننا نخاطب أنفسنا.

وإن وجد من لديه اللغة فتراه لا يمتلك المهارة والمثابرة، أو انه لا يمتلك المنطق الذي يرى من خلالها الحدث. فما يساعد على استجابة المتلقي العربي ليس شرطا أن يصلح للمتلقي الأوروبي أو الصيني والأمريكي، فلكل منهم منطقه وزاويته الخاصة بالرؤيا، ولكل شعب مدخل مميز للشخصية المجتمعية.

ولهذا نحتاج لأكاديميات إعلامية متخصصة لدراسة المجتمع الأوروبي، مع تكثيف دراسة المجتمع واللغة والنفسية لكل بلد، بهدف تخريج جيش من الخبراء في توصيل الرسالة الفلسطينية بلغة سليمة ومنطق قوي وأسلوب حكيم وطريقة فعالة تخدم سياستنا الوطنية الجامعة. ويحتاج الإعلام الاجتماعي المفتوح أيضا لوعي جمعي خاص ، وأهمها حسن التعامل مع الاشاعة والاخبار الكاذبة، وتنمية الذكاء في نشر المعلومات وأولوياتنا في كل مرحلة، والحذر من استخدامه في زيادة الفرقة والعدائية داخل الوطن الواحد، أو نشر معلومات وتقديم هدايا مجانية للعدو عبر توضيح تفاصيل تضر بالعمل المقاوم، والاحتلال يستغل هذا جيدا فيغرق الساحة بأخبار غير دقيقة مما يؤثر على منطقنا وروايتنا وثقتنا بما نقدم، ويستقبل تغذية راجعة محشوة بالمعلومات والتوضيحات.

الاعلام الاجتماعي فرصة للفلسطينيين في ضوء بما يمنحه لنا من مخاطبة الشعوب من غير وسيط، ولا أدري قدرتنا على استثمار هذه الفرصة والى أي مدى.

البث المباشر