قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الخليلي الذي جعل الاحتلال نكتة

بقلم أ.وسام عفيفة

دخلت الخليل على خط انتفاضة القدس بسكاكينها، وحجارتها وغضبها، ومعلوم أن الغضب الخليلي له خصوصية بين مدن الضفة الغربية، ويقال إن الجينات العصبية للخلايلة تتوافق مع جينات الغزاوي ربما للتواصل الجغرافي والديموغرافي، والقواسم المشتركة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى أنهما الجزء الأبرز من جنوب فلسطين التاريخية.

سلسلة عمليات الطعن خلال اليومين الأخيرين تشير إلى تنافس في نمط المقاومة بين الخلايلة والمقادسة، وهو امتداد لتنافس قديم بين المدينتين ولكنه اليوم بروح جيل جديد .. جيل السكاكين.

ورغم الشائع في النكات الفلسطينية تركيزها على الخليلي ونوادره، مع إضافة غزاوي ومقدسي للصورة الفكاهية، إلا أن الشهيد البطل إياد العواودة استطاع بسكينه وهو يطارد ويطعن الجندي الصهيوني المحمي بسلاحه ودرعه، أن يحول جيش الاحتلال إلى نكتة كبيرة، سوف تتناقلها الأجيال الفلسطينية بالصوت والصورة.

كما تكشف مسلكيات الغضب والعنفوان في مواجهة الاحتلال عناد العقل الخليلي، وليس أدل على ذلك مشهد المسن الفلسطيني الشيخ زياد وهو يتصدى بصدره العاري لجنود الاحتلال ليمنعهم من إطلاق النيران اتجاه الشبان، ويتضح أن لهذا العناد الخلايلي أصول وجذور مرتبطة أحيانا بالاعتداد بالنفس، لدرجة أن الخلايلي لا يعتقد بأن هناك مسلم ومسيحي .. بل يؤمن بأن هناك نوعان من البشر: خلايلة ومش خلايلة. ومن هنا جاءت النكتة الخليلية: عندما تسأل الخليلي: "هل أنت خليلي أم مسلم؟" يبادر وبلا تردد إلى القول "خليلي!".

وبالإشارة إلى السمات الخاصة بهم فإن الخلايلة، ربما، الوحيدون في المنطقة، الذي يستمتعون بأكل المثلجات في موسم الثلوج.. فإذا ما أتى موسم الثلج يعمد الخلايلة إلى قشط الطبقة العليا للثلوج ويضعونها في صحن. ومن ثم يسكبون الدبس فوق هذه الثلوج. ويأكلونه مستمتعين بدفء الجسم من الدبس الحلو.. ويطلق الخلايلة على هذه (الأكلة) "بوء سما" وهكذا يكون الخلايلة في موسم الثلوج في قمة الاستمتاع بالمثلجات، بينما بقية الفلسطينيين يتحلقون حول المدافيء.

لهذا يستحق الأمر من قادة الاحتلال والسلطة في الضفة إعادة تقييم مجريات وتطورات الانتفاضة وهي تنتقل من مدينة إلى أخرى وخصوصا عندما تشتعل في الخليل.

البث المباشر