قائد الطوفان قائد الطوفان

روسيا والناتو.. رسائل لاستعراض القوة

روسيا والناتو.. رسائل لاستعراض القوة
روسيا والناتو.. رسائل لاستعراض القوة

واشنطن-الرسالة نت

بلغت حدة الرسائل المتبادلة بين روسيا وخصومها مستويات خطيرةغرد النص عبر تويتر تنذر بتحول سوريا إلى ساحة حرب نووية، بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا.

وتصاعدت لغة التحدي الروسية في أجواء مشحونة تسود المنطقة عقب إسقاط نيران تركية مقاتلة روسية، بينما تواصل موسكو استعراض إمكاناتها العسكرية وأسلحتها المتطورة.

ويرى خبراء أن المعني بالرسائل الروسية هي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فبعد الغارات الجوية التي قام بها الطيران الروسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ألمح بوتين إلى إمكانية إضافة رؤوس نووية للصواريخ التي تستهدف التنظيم. لكنه تراجع عن ذلك بتأكيده أن كفاءة ودقة الصواريخ لا تتطلب ذلك.

جاء ذلك أثناء حديث بوتين مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو الذي أطلعه على نتائج استهداف معاقل تنظيم الدولة في محافظة الرقة بالصواريخ. في المقابل أعلنت الخارجية الأميركية عن موافقتها على تزويد تركيا بقنابل ذكية.

يوضح مدير وكالة المعلومات والتحليل أصلان شازو أن الحرب التي خاضتها روسيا عام 2008 مع جورجيا شكلت مرحلة فاصلة، وقال في حديث للجزيرة نت "صحيح أن موسكو خرجت منها منتصرة، ولكنها في الوقت نفسه أدركت مدى حاجتها لاستعادة قوتها العسكرية، وأن شراكتها المزعومة مع الغرب ما هي إلا وهم خادع".

وأضاف شازو أن بوتين -الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء- قرر البدء بتنفيذ خطط إصلاحية طموحة في صفوف القوات المسلحة، تتضمن إجراء تعديلات هيكلية والتخلص من العمالة الزائدة، ورفع الكفاءة والجاهزية العسكرية، وتحديث الترسانة العسكرية السوفياتية القديمة، مشيرا إلى أن الحرب الجوية التي تشنها روسيا منذ نحو شهرين في سوريا ليست لدعم الأسد فحسب، وإنما هي لاستعراض ثمار الإصلاحات الروسية.

ويرى أن نطاق الحرب التي تشنها موسكو في سوريا ليس كبيرا نسبيا، لكنه يوفر ظروفا ميدانية مثالية لتجربة الأسلحة الروسية الجديدة، واستعراض كفاءتها عمليا للدول التي ترغب في شرائها. ولكن تبقى هناك رسالتان أساسيتان تود روسيا إيصالها إلى الغرب، وهما أن موسكو استعادت قواها العسكرية التي تراجعت خلال العقدين الماضيين، وأنها لن تتخلى عن مصالحها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.

رسالة لواشنطن

وقد استهدفت روسيا مواقع مهمة في المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في محافظة الرقة بصواريخ مجنحة انطلقت من غواصة متواجدة في البحر الأبيض المتوسط، وفي الشهر الماضي أطلقت سفن حربية روسية مرابطة في بحر قزوين صواريخ باتجاه أهداف في سوريا.

كما شن سلاح الطيران الروسي غارة كبيرة نفذتها قاذفات ثقيلة انطلقت من قواعدها في جنوب روسيا. كما نشرت موسكو منظومات صواريخ أس-400 لحماية طائراتها في الأجواء السورية بعد حادث إسقاط تركيا لمقاتلتها.

الخبير في شؤون الشرق الأوسط فياتشيسلاف ماتوزوف يرى في حديث بوتين حول الرؤوس النووية رسالة سياسية موجهة إلى واشنطن وحلفائها الغربيين وبقية دول المنطقة، أكثر من كونها سلاحا عسكريا موجها لتنظيم الدولة، وأن على الجميع أن يدرك أن روسيا لاعب مهم لا يمكن تجاوزه في رسم مستقبل المنطقة.

وأوضح ماتوزوف في حديث للجزيرة نت أن غواصة "الدون الهادئ" التي أطلقت صواريخ كاليبر، واحدة من أكثر الغواصات تطورا في العالم، ولاستخدامها دلالات، لأن تدمير نفس الأهداف بواسطة الطيران لا يقل كفاءة وتكلفته أقل بكثير.

واعتبر أن هذه الإشارات تؤكد استعداد موسكو للذهاب في سوريا إلى أبعد مدى ممكن، وأنها عازمة على تحقيق أهدافها مهما كلف الثمن.

وأشار ماتوزوف إلى أن قصف سوريا يجري بانفتاح كامل على قنوات التلفزة، ووزارة الدفاع الروسية تنشر كل شيء على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا له أثر دعائي لا يستهان به داخل روسيا وخارجها.

ورغم تشكيك المتحدث في إمكانية وقوع صدام مباشر مع الولايات المتحدة، فإنه لم يستبعد أن تنشب حروب بالوكالة من حين لآخر في معرض التنافس الروسي الأميركي في المنطقة والعالم.

 

البث المباشر