قائد الطوفان قائد الطوفان

50 طفلا ضحية لإرضاء جبهة الاحتلال الداخلية

غزة-مها شهوان

حمل المواطنون في مدينة الخليل نعش طالبة المدرسة الشهيدة كلزار العويوي لنقلها إلى مثواها الاخير بعدما قنصها جنود الاحتلال بثلاث رصاصات اخترقت جسدها.

جنود الاحتلال سرعان ما كرروا الجريمة مساء ذات اليوم حينما انتظروا الطفلة ياسمين الزرو حتى تعبر حاجز "160" هي وشقيقتها، وبعد عدة أمتار من عبورها الحاجز أطلقوا عليها الرصاص وبقيت تنزف حتى فارقت روحها الحياة ومن ثم قاموا بتصويرها دون اسعافها.

المشاهد التي التقطها جنود الاحتلال روجها عبر وسائل الاعلام حيث تشابهت إلى حد كبير، مع ما جرى مع الطفل الأسير أحمد المناصرة حينما قنصوه حتى سقط أرضا وكاد أن يقتل، فلم يكتفوا بوحشيتهم بل اعتقلوه بحجة محاولة تنفيذه عملية طعن.

بعد اعتقال المناصرة، أيضا سرب عمدا الجنود الاسرائيليين فيديو يوضح الحالة التي يعيشها الطفل خلال مرحلة التحقيق، وذلك لإرهاب الاطفال الفلسطينيين، والذين يعتبرون وقود انتفاضة القدس.

 فمنذ اندلاع انتفاضة القدس الثالثة يحاول الاحتلال استفزاز اهالي الضفة المحتلة والقدس من خلال اعتقال اطفالهم بحجج واهية، أو قتلهم بدم بارد حتى وصل عدد الشهداء منهم ما يقارب الخمسين شهيدا.

وعلى ما يبدو فإن سياسة الاحتلال التي ينتهجها في ردع انتفاضة القدس تأتي بما لا تشتهي خططهم التي اعدوها لترهيب الشباب عن مواصلة ثورتهم.

مختصون في الشأن السياسي، أكدوا "للرسالة" أن (إسرائيل) تسعى من خلال نشر تلك الفيديوهات لاستفزاز الفلسطينيين وتحسين صورتها أمام شعبها، لكن هذه المشاهد غالباً ما تدفع الشبان نحو المزيد من العمليات.

عمليات بطولية

ولم يعد يخشى الشبان أيضا نشر نيتهم القيام بعمليات عبر صفحات الفيسبوك ، فتجد أحدهم يكتب "اعتبرها أختك واثأر لها" كما حدث عقب استشهاد الفتاة اشرقت حينما أقدم شاب على عملية طعن جنود صهاينة في اليوم التالي انتقاما لدمائها.

بدوره يرى المختص في الشأن السياسي إبراهيم المدهون، بأن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد نشر وحشيته عبر وسائل الاعلام لترهيب الشعب الفلسطيني، مبينا أن انتهاكات الاحتلال وقتله للأطفال والشبان بدم بارد أمام وسائل الاعلام اعطاهم ردود فعل عكسية فجعل الشبان الفلسطينيين يواصلون مقاومتهم له بأبسط الوسائل.

ويعتبر المدهون أن نشر الفيديوهات لعمليات قتل الشهداء، جاءت بصورة عكسية للاحتلال حيث كشفت حقيقته أمام العالم، في حين زاد الشبان الفلسطينيين وأثبتوا أن لا أحد يثنيهم عن أخذ حقهم.

بدوره يقول عصام شاور المحلل السياسي:" مشاهد قتل الفلسطينيين بدم بارد ووضع السكين بجانبهم، من أكثر المشاهد التي تغضب الشارع الفلسطيني بما لا يقل عن اقتحام المسجد الأقصى"، مبينا أن مشاهد القتل خاصة بحق الأطفال تدفع الشبان للقيام بعمليات بطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي.

ورغم مضي أربعة شهور على اشتعال الانتفاضة، إلا أن الشباب الفلسطيني يبتكر دوما اساليب جديدة للتصدي لانتهاكات الاحتلال، فعملياتهم البطولية مميزة عدا عن عمليات الدهس والطعن التي تدل على حالتهم الثورية ضد سياسة الاحتلال الظالمة خاصة المتعلقة بالأطفال.

أما فيما يتعلق بالدور الذي لعبته مشاهد قتل الأطفال بدم بارد في الشعب الفلسطيني، يرى شاور أنها تثير غضبهم وتزيد العمليات البطولية وتدفع الجميع للمشاركة بما فيهم الشبان والفتيات للثأر للشهداء.

ويوضح أن (إسرائيل) تسعى من خلال نشر صور قتل الفلسطينيين، إظهار قوتهم أمام شعبهم وذلك من خلال التسريبات لزيادة مكانتهم واستعادة أمنهم الشخصي.

وفي السياق ذاته يقول المدهون:" نشر الصور التي تبرز الانتهاكات الاسرائيلية كانت محركا طبيعيا لاستمرار العمليات من قبل الشباب"، لافتا إلى أن انتقام الشباب لدماء الشهداء دليل على فشل ادوات الاحتلال في ردع انتفاضة القدس.

وتابع:" رغم محاولات التضليل التي مارسها الاحتلال الاسرائيلي لحرف الجيل الفلسطيني عن القضايا الوطنية، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك فهم يرفضون سياسة الاحتلال ويدرك جيدا معنى البطولة والتضحية وذلك بفعل البيئة الوطنية والاجتماعية الخصبة التي تغذي الروح الثورية".

البث المباشر