أكدت منظمات دولية تعنى بالإغاثة وحقوق الإنسان أن العام 2015 كان "الأسوأ على الإطلاق" بالنسبة إلى السوريين الذين يعانون من حرب مستمرة منذ خمس سنوات، وفق ما أوردت في تقرير مشترك أصدرته أمس الجمعة.
وأفادت ثلاثون منظمة غير حكومية دولية بينها أوكسفام والمجلس النروجي للاجئين ومنظمات سورية كالجمعية الطبية السورية الأميركية في تقرير أصدرته بعنوان "سوريا تأجيج الصراع: مدى إخلال الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالتزاماتها في سوريا" بأن "العام المنصرم كان الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى السوريين، مع استمرار أطراف النزاع في نشر الدمار ومنع وصول المساعدات وفرض الحصار على عدد أكبر من المدنيين".
وقالت في النسخة العربية من تقريرها عشية دخول النزاع السوري عامه السادس "يتوجب على روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، المحافظة على بصيص الأمل الذي لاح للمدنيين مع الهدنة عوضاً عن تأجيج الصراع".
واعتبرت المنظمات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن هذه الدول الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن، "بدل أن تضطلع بدورها في إنهاء المعاناة في سوريا، ضربت بدرجات متفاوتة بقراراتها عرض الحائط بسبب عدم ملاءمة الضغوط الدبلوماسية التي مارستها والدعم السياسي والعسكري لحلفائهم وبسبب مشاركتها المباشرة في الأعمال الحربية".
وتشهد مناطق سورية عدة منذ أسبوعين وقفاً غير مسبوق للأعمال القتالية بموجب اتفاق روسي أميركي مدعوم من الأمم المتحدة.
وعلى رغم "تماسك وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيّز التنفيذ في نهاية فبراير/شباط"، لكن السوريين "يتركون خلفهم أسوأ سنة مرّت عليهم لغاية اليوم" وفق التقرير، انطلاقا من "تصاعد وتيرة العنف بما فيها الضربات الروسية" التي بدأت نهاية أيلول/سبتمبر و"حاجة مليون ونصف شخص إضافي إلى المساعدات الإنسانية".
ويسلط التقرير الضوء على فرار "قرابة مليون شخص من مساكنهم" منذ آذار/مارس الماضي و"تضاعف عدد الأشخاص المقيمين في مناطق محاصرة ليصل إلى قرابة نصف مليون بحسب الأمم المتحدة، فيما تقدّر العديد من المنظمات السورية أنّ الرقم أعلى من ذلك".
وأحصى التقرير "تسرّب 400 ألف طفل من المدارس ليصبح العدد الإجمالي أكثر من مليوني طفل".
وقال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان ايغيلاند "يقف قادة العالم أمام اختبار صعب، فعليهم بذل جهود لدفع الأطراف المتنازعة التي قام البعض منهم بتسليحها إلى وقف الحرب. كما أن عليهم تبني عملية سياسية شاملة تنهي هذه المأساة التي امتدّت على مدى خمس سنوات لتكون وصمة عار على جبين إنسانيتنا".
وتستضيف جنيف بدءا من الاثنين جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري والمعارضة، تهدف إلى وضع حد للنزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص ونزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.
وكالة الأنباء الإسلامية (إينا)