قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: التغطية مستمرة

مصطفى الصواف

 

 

نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال عجز عن وقف انتفاضة القدس بكل وسائل الإرهاب من قتل واعتقال  وهدم بيوت وإبعاد وحصار للمدن والقرى الفلسطينية، ولكن دون جدوى فالانتفاضة مستمرة وبشكل أكثر ضراوة وفي عمق الكيان في يافا وتل الربيع (تل ابيب) إضافة إلى القدس الأمر الذي أربك الاحتلال الصهيوني العاجز عن وقف هذه المقاومة أو الحد منها وهو يخشى من تطور أدواتها مما يعني مزيد من المقاومة وتنوع في جغرافيتها وأدواتها مما ينعكس سلبا على المجتمع الصهيوني، ويبقى الاحتلال في حالة قلق وتوتر ناتج عن فشل في المعالجة مع استمرار الانتفاضة.

نتنياهو في أعقاب وصول أجهزته الأمنية إلى نتيجة سلبية وعجزها عن وأد الانتفاضة وارتفاع وتيرتها ودخولها شهرها السادس بدأ يتخبط ويبحث في كل الاتجاهات ووجهه شيطانه إلى التصدي للإعلام الفلسطيني واتخذ جملة من القرارات والخطوات معتقدا أن للإعلام دورا في إشعال الانتفاضة، متهما هذا الإعلام بالتحريض على استمرار الانتفاضة وتزويدها بالوقود الذي يزيد من اشتعالها،  فدهمت قواته مكتب فضائية فلسطين اليوم وصادر معداتها واعتقل العاملين فيها، ثم تحول عبر الخارجية الفرنسية لإنزال فضائية عن القمر الصناعي الفرنسي لوقف بثها.

صحيح دهم نتنياهو المكاتب واعتقل ولكن هل نجح في وقف التغطية  للانتفاضة ومجرياتها؟، الحقيقة التي تتحدث عن نفسها تقول حتى هذه الخطوات كانت فاشلة ولم تأتِ بالنتائج التي يرغب بها الاحتلال بل جاءت بنتائج عكسية بحيث دفعت المشاهدين بالبحث عن الفضائيات فلسطين اليوم والأقصى لمزيد من المشاهدة ومزيد من الاهتمام إضافة إلى نتيجة خطيرة هو تمكن ( هاكرز) فلسطيني أو محب لفلسطين من اختراق الفضاء الصهيوني والقناة الثانية لمدة أربع دقائق وهي ليست بالقليلة، وتحولت القناة الثانية الصهيونية إلى قناة فلسطينية بثت الحقائق ووجهت الرسائل إلى المجتمع الصهيوني، وضّحت عجز الاحتلال وأثبتت أن الإرادة الفلسطينية قادرة على كسر المستحيل وأن أصحاب الحق لا تقف أمامهم أي إجراءات قهرية بل بالإرادة والتحدي لأنها ارادة صلبة وصاحبة حق لا تنكسر ولا تلين ولا تهادن، وتجتهد وتصنع المستحيل، والأهم من كل ذلك هو جعل آلاف الكاميرات تتجول في ساحات المواجهات بدلا من كاميرا أو كاميرتين كي تنقل الحقيقة المجردة وترسل بها إلى الفضاء الواسع لفضح هذا الكيان وكشف جرائمه.

نتنياهو أصيب بالقهر وكل من حوله مما حدث ومن الأخبار التي نقلت له والتي أكدت أن التغطية مستمرة وأن من ظن أنه غيب الحقيقة أو كمم الافواه وإذا بهذه الأفواه تقتحم عقر داره وترسل رسائلها إلى جمهوره مما زاد فشله على الفشل وزاد من الخوف والقلق لدى الجمهور الصهيوني وأكد أن إعلام المقاومة لديه القدرة على تجاوز إرهاب نتنياهو بل وإحراجه في عقر داره.

نتنياهو يدرك أن الثورة الإعلامية العالمية كسرت كل الحواجز وتعدت كل العقبات وبات الفضاء مفتوحا على مصراعيه ولا يمكن أن يعيقه عائق وأن هناك من الطرق والوسائل التي تبقي التغطية مستمرة ولا تنقطع، وتبقى الحقيقة أقوى من نتنياهو وجرائمه وقراراته ويبقى إعلام المقاومة مستمرا، وعلى نتنياهو أن يقر بعجزه وأن ينظر إلى أقصر الطرق لوقف هذه الانتفاضة بإقراره بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته وعليه يجب على الاحتلال أن يرحل لا أمن له على هذه الأرض.

البث المباشر