رصدت صحف "إسرائيلية" وجود مخاوف لدى "الإسرائيليين" من تزايد حملات العداء والانتقاد لإسرائيل بعدد من الدول منها بولندا وجنوب أفريقيا وأميركا، مطالبين بضرورة إطلاق حملات دعائية لتغيير هذه الصورة التي وصفوها بالنمطية.
وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة الإسرائيلية بمجال الدعاية والإعلام ليتال شيمش إن إسرائيل تواجه مشكلة حقيقية في جنوب أفريقيا حيث عادت لتوها من هناك في إطار مساعدتها للجالية اليهودية لمواجهة فعاليات "أسبوع الأبارتايد الإسرائيلي" الذي ينظم سنويا من قبل المنظمات المعادية لإسرائيل.
وأضافت -في مقال لها بصحيفة "إسرائيل اليوم"- أنها دأبت على هذا الجهد منذ أربع سنوات حيث يتم إرسالها من قبل منظمة "قف معنا" للتجول حول العالم لمواجهة حملات العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة، لكنها رأت أن الوضع المعادي لإسرائيل في جنوب أفريقيا أكثر قسوة وحدة.
وتحدثت عن أنه في جنوب أفريقيا يتم مساواة إسرائيل بنظام الفصل العنصري السابق "الأبارتايد" ووصفت هذه المساواة بالـ"قاسية".
وأشارت إلى أن الجهات المؤيدة للفلسطينيين قامت ببناء جدار عنصر وسط إحدى الجامعات الجنوب أفريقية، ونشر معلومات عن السلطات الكولونيالية الاستعمارية الصهيونية وتفاصيل عن الثقافة الفلسطينية التي أعقبت نشوء النكبة.
ولفتت إلى أن الطلاب ارتدوا قمصانا كتب عليها شعارات من قبيل "تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، فلسطين الكاملة، الصهيونية عنصرية، يجب إسقاط العنصرية، حل الدولتين وهمي".
مصداقية
وذكرت شيمش أنه خلال المحاضرات الأكاديمية التي شهدها أسبوع "الأبارتايد الإسرائيلي" قبل أيام في جنوب أفريقيا لم يتورع المحاضرون عن منح العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل مصداقية وأحقية كجزء من الحرب ضد المستعمرين اليهود.
وقالت "استمعت خلال إقامتي في جنوب أفريقيا لكلمات قاسية من قبيل (نأمل أن يواصل الفلسطينيون قتلكم يوما بعد يوم) وهم بذلك يساوون بين المنظمات الفلسطينية وحزب نيلسون مانديلا".
وذكرت الخبيرة الإسرائيلية أيضا أن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما سبق له أن دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لزيارة رسمية إلى بلاده.
وأضافت "من خلال عملي الطويل في مجال الإعلام والدعاية تبين لي أن الوضع السائد في جنوب أفريقيا صعب أمام إسرائيل، (إذ) من النادر أن تسمع عن حل الدولتين" مشيرة إلى أن الحديث يدور عن دولة فلسطين الواحدة بفضل ما يقدمه النظام السياسي الحاكم هناك من دعم لهذه الدعوات والأجواء المعادية لإسرائيل، وفق تعبيرها.
من جهته، قال المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر إن إسرائيل قلقة من تغير النظرة البولندية إليها، في وقت اعتبر استطلاع للرأي أجري بين البولنديين قامت به سفارة تل أبيب في وارسو إسرائيل دولة معتدية ودينية.
ووفق الاستطلاع فقد أشار 21% من البولنديين إلى أن أول ما يخطر على بالهم عند ذكر كلمة إسرائيل هو الحروب والفوضى والصراعات، بينما قال 83% إن إسرائيل دولة دينية وقد باتت معتدية وخطرة وليست دولة ديمقراطية.
دولة عدوانية
ووفق مراسل الصحيفة ذاتها، فقد قالت السفيرة الإسرائيلية بوارسو آنا إيزري إن معظم البولنديين لا يرون ثمة قيما مشتركة مع الإسرائيليين، بينما أكد 49% منهم أن إسرائيل دولة عدوانية.
وذكرت السفيرة أن هذا الوضع يتطلب من إسرائيل إعادة النظر في سلم أولوياتها السياسية والدبلوماسية لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها في دول كثيرة حول العالم ومنها بولندا.
وطالبت السفيرة الحكومة بإقامة حملة إعلانية دعائية بالتعاون مع شركات دعاية وإعلان كبرى لتحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام البولندي، وفق المصدر ذاته.
في موضوع آخر، قالت توفا ليزروف (في صحيفة جيروزاليم بوست) إن الولايات المتحدة وجهت انتقادات حادة لإسرائيل بسبب سيطرتها على مزيد من أراضي الفلسطينيين وتوسيعها للمستوطنات بـالضفة الغربية عقب إعلان تل أبيب عن 2342 دونما قرب مدينة أريحا جنوب الضفة على أنها أراضي دولة.
ونقلت عن جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركية انتقاده للخطوة الإسرائيلية، في حين طرح تساؤلاً حول مدى جدية نوايا الحكومة الإسرائيلية تجاه التزامها بحل الدولتين.
الجزيرة نت