تتحول الرياضة في بعض الأحيان إلى كارثة دموية، حين تخرج الجماهير عن الأخلاق الرياضية، وتدخل في اشتباكات مع بعضها البعض، أو ربما بظروف معينة تحدث في أرضية الملعب.
ولعل الخاسر الوحيد في مثل هذه الأحداث, أولئك الشهداء الذين يسقطون ضحية الاستهتار والتسرع من البعض، كما أن كرة القدم تفقد الكثير من روعتها.
وفي التقرير التالي نستعرض لكم أبرز أربع كوارث أفسدت متعة كرة القدم في الدوريات العربية على مدار السنوات الأخيرة.
1- حادثة ملعب الملك محمد الخامس:
ربما هي المأساة الأخيرة التي شهدتها الملاعب العربية مطلع هذا الأسبوع، فخلال مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي في الدوري المغربي، حصلت مواجهات بين مجموعات من مشجعي الفريق الأول في مدرجات ملعب الملك محمد الخامس، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 54 آخرين.
ورغم فوز الرجاء (2-1)، اندلعت المواجهات في المدرجات، وبدأ التراشق بالحجارة والشماريخ، وسقط شخص على الفور بعد تعرضه لإصابات بالغة، بينما توفي آخر دون وجود آثار عنف على جثته، والأمر المؤسف كان تطور الموقف، ومتابعة المواجهات خارج أرضية الميدان، قبل أن تدخل الشرطة وتحسم الموقف.
2- كارثة بورسعيد:
الأول من فبراير 2012، كان يوما أسودا في تاريخ الكرة المصرية، ليس أسود فقط بل أحمر ودام، وفي ذلك اليوم شهدت الكرة المصرية أبشع أحداث في تاريخها، والتي خلفت 74 ضحية من جماهير الأهلي، بعد المباراة التي جمعته بنظيره المصري في بورسعيد.
يومها تمت مهاجمة الجماهير داخل الملعب، وتم الاعتداء عليهم بالعصي والأسلحة البيضاء، مما أوقع مئات الضحايا.
ووصفت هذه الكارثة من كثيرين بـ"المذبحة والمجزرة البشرية"، وهو ما بقي مطبوعا في ذاكرة المصريين وجماهير الكرة العربية جمعاء.
3- مأساة ملعب الدفاع الجوي:
الكارثة الثانية يوم 8 فبراير 2015، كذلك كانت ضحيتها الكرة المصرية، حين شهدت ساحات ملعب الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية "القاهرة"، سقوط 22 ضحية من جماهير الزمالك كانوا يستعدون للدخول إلى مباراة فريقهم ضد إنبي.
وبدأت الاشتباكات يومها عندما حاولت الشرطة منع أعضاء "ألتراس" الزمالك، ممن لم يكن لديهم بطاقات للدخول، حيث سمح لعشرة آلاف مشجع فقط بحضور المباراة، فأقدمت الشرطة على حبس البقية داخل الممر الضيق، وألقت عليهم قنابل مسيلة للدموع، فاحتدم الأمر كثيرا، وحصلت حالات اختناق شديدة وتدافع جراء وجودهم في منطقة ضيقة جدا، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، في تلك المجزرة الدموية.
4- مجزرة ملعب 11 يونيو:
في 9 يوليو من 1996، وبينما كانت مباراة "ديربي" طرابلس بين نادي الاتحاد وأهلي طرابلس في أوجها، خلال منافسات الدوري الليبي على ملعب 11 يونيو، قبل أن تحدث مجزرة كبيرة.
وكان الملعب يعجّ بالجماهير وتواجد فيه ما يقارب الـ50 ألفا، وبعد انتهاء اللقاء مباشرة، حصل إطلاق نار كثيف، وسقط الكثير من القتلى والجرحى، ولم يحدد العدد بشكل دقيق، حيث حصل تضارب في الأرقام، فالبعض يقول إن عدد القتلى وصل إلى 8 فقط إضافة إلى 89 جريحا، فيما يروي آخرون أن العدد أكبر من ذلك ويصل إلى 60 وأكثر من 150 مصابا.