انشغل عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بمدى استعداد حركة (حماس) لحرب جديدة مع إسرائيل، وطرح بعضها سيناريوهات محتملة.
وتساءل مراسل الشؤون العربية لموقع "أن آر جي" الإسرائيلي آساف غيبور، عما يمنع إسرائيل من اتخاذ القرارات المناسبة اللازمة لمواجهة مخاطر الأنفاق في غزة، ولماذا لا تذهب للحرب مع حماس بحيث تكون قادمة للقضاء عليها وليس لإضعافها فقط.
وأضاف آساف أنه مع اكتشاف النفق الأخير على حدود غزة أعاد الإسرائيليون حركة حماس إلى صدارة الأخبار، وباتوا يسألون عن مصالحها من الحرب القادمة، وكيف تقوم بتقوية نفسها؟ وغير ذلك من الأسئلة.
وأشار إلى أن القوة العسكرية الإسرائيلية كانت كفيلة بالقضاء الكلي على حماس خلال الحرب الأخيرة على غزة المسماة حرب الجرف الصامد عام 2014، لكن قرارا سياسيا واضحا تم اتخاذه في تل أبيب مفاده إبقاء الحركة على قيد الحياة، على افتراض أن بقاءها ضعيفة أفضل من خيار إعادة احتلال غزة من قبل إسرائيل.
وأكد آساف أنه بات واضحا لكل الإسرائيليين أن حماس بعد الحرب الأخيرة لن تتحول إلى دولة مثل النرويج أو ترفع أعلام السلام أو تعيد بناء غزة من جديد، وأنها -في اللحظة التي يدير فيها آخر جندي إسرائيلي ظهره مغادرا قطاع غزة- ستعود إلى ترميم الأنفاق والتقوي العسكري.
وفي سياق متصل، نقل المراسل العسكري لموقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط عن الجنرال عاموس كوهين قائد كتيبة الناحال، أن حماس تدير حملة دعائية لتضخيم قدراتها العسكرية مع وجود سلسلة تحديات متنامية أمام الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأنه ليس هناك في الأفق ما يشير إلى أنها في طريقها للانتهاء قريبا حتى بعد اكتشاف عدد من الأنفاق.
وأشار بوخبوط إلى أن التهديد الحقيقي في غزة يتمثل في استعادة أي جندي إسرائيلي يتعرض للاختطاف من قبل مسلحي حماس، حيث سيقوم الجنود بملاحقة الخاطفين حتى داخل الأنفاق.
واحد من الأنفاق التي كشفتها قوات الاحتلال واستخدمتها المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربات موجعة للاحتلال (الأوروبية-أرشيف)
لكن الخبير العسكري الإسرائيلي لصحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور، يرى أن الوضع الأمني في غزة يشير إلى حالة من الهدوء العميق، وربما الأكثر هدوء طوال الفترة التاريخية التي سيطرت فيها حماس على القطاع.
ولفت إلى وجود تقدير إسرائيلي يفيد بأن الحركة تعيش اليوم في أزمة وتجد نفسها معزولة، لأن مصر أدارت لها ظهرها وباتت تساويها بتنظيم الدولة، ولباقي الدول خيارات أخرى، حيث تذهب الأموال إلى اليمن وسوريا والتحديات الأكثر اشتعالا.
وأوضح ليمور أن حماس ما زالت مصابة بالردع من أي مواجهة قادمة مع إسرائيل بسبب الضائقة المعيشية التي يمر بها الفلسطينيون في غزة، لا سيما مع الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي لأكثر من ثماني ساعات في اليوم الواحد، ونسبة البطالة التي زادت على 50%، حيث باتت قدرة الحركة على أخذ الفلسطينيين في القطاع إلى حرب جديدة مع إسرائيل محدودة جدا.
وبعدما لفت الخبير الوثيق الصلة بالدوائر العسكرية الإسرائيلية إلى نجاح حماس في إقامة صناعة عسكرية تسليحية ملفتة، وباتت تنتج الأسلحة داخل غزة بعدما كانت تهربها من الخارج؛ طرح ثلاثة سيناريوهات متوقعة لمآلات الأمور في غزة: الأول إمكانية ألا تقدر الحركة على تحمل الضائقة الاقتصادية والعزلة التي تعاني منها، فترى الطريق الوحيدة لتغيير هذا الوضع في إنجازٍ أمام إسرائيل يتمثل في عملية اختطاف، لكنه يستبعده.
والسيناريو الثاني أن تقوم حماس بعملية عسكرية استباقية في مواجهة إسرائيل، واستعمال الأنفاق قبل اكتشافها وفقدها جميعا. أما السيناريو الثالث فهو الأخطر ويتعلق بتدهور الوضع الأمني كما كان عشية الحرب الأخيرة عام 2014.
وختم ليمور بالتأكيد على أن كون حركة حماس ليست معنية حاليا بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، أو على الأقل تريد اختيار موعد أكثر مناسبة لها؛ لا يعني أنها غير مستعدة لها ولذلك فهي تبني منظومة واسعة من الأنفاق الهجومية والدفاعية.
الجزيرة نت