على مدى السنوات المائة الماضية، تطور مجال الاتصالات بصورة هائلة. بدءا من الخطابات إلى مكالمات الهاتف ومن المكالمات الهاتفية إلى الرسائل القصيرة ومنها إلى مكالمات الفيديو…وصولا إلى شبكات التواصل الاجتماعي… ومازال التقدم مستمرا.
بعد كل هذه التطورات الضخمة، أُنشئ واحد من أكبر الاختراعات في القرن ال21 في عام 2004 ومنذ ذلك الحين بدأ ينتشر مثل الوباء، بدايته كانت في الولايات المتحدة ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم.
الآن لدى فيس بوك أكثر من 1.23 مليار مستخدم نشط شهريا. وعلى الرغم من أنه كان يهدف في البداية إلى جمع الناس معا من أجل التواصل، أصبح لفيس بوك الكثير من الآثار السلبية على حياة الناس وذلك بعد ما اكتسب الكثير من شعبيته. لقد حان الوقت الآن لسرد تلك المساوئ التي تؤثر بالتأكيد على إنتاجيتك وحياتك الاجتماعية.
1. فيسبوك يهدر وقتك
حينما تتصفح فيسبوك وتمرر الأخبار واحدا تلو الآخر، الكثير منا لا يعلم شيئا عن الوقت الذي استهلكه في مشاهدة أحداث حياة الآخرين أو مشاركتها، لقد أصبح الأمر كمرض، الكل مضطر للإعجاب أو التعليق على أي شيء تمت مشاركته.
قد تظن أن الوقت الذي تقضيه على الفيسبوك هو وقت فراغك، على الرغم من أنه يمكنك تمضية الوقت نفسه في أشياء تعود عليك بالنفع مثل تعلم شيء جديد أو القيام بمهامك اليومية، لكن الأمر يستفحل يومًا بعد يوم وترى أنك لا تستطيع التوقف عن التزود عن معرفة أخبار ونشاطات كنت أنت تعتبرها غير ذات قيمة لك منذ وقت قريب.
وفر لي بديلًا : نصف ساعة في اليوم تقضيها في تعلم لغة جديدة قد تغير من حياتك تماما .. الجلوس مع أسرتك أو أصدقائك سيعطيك دفئا إنسانيا مستحيل أن يوفره فيسبوك لك.
2. فيسبوك يصيبك بالإحباط
من خلال متابعة المشاركات المستمرة لشخص آخر ربما تمتلئ حياته بالحفلات والمقابلات واللقاءات مع الأصدقاء، شخص كثير السفر، حياته صاخبة بالأحداث، متابعة ذلك كفيلة أن تجعلك تشعر بعدم الرضا وربما التعاسة على حالك، تشعر أنك لست مثله، ما تشاركه مع الأصدقاء ليس بروعة حياة هذا أو ذاك؛ لأنك نادرا ما ستجد يوميا شيئا من هذا القبيل لمشاركته، علاوة على ذلك مشاركة كل لحظة من حياتك ليس التزاما عليك، خصوصيتك شيء جيد وجدير أن تحترمه.
يجب أن تقتنع أن كل إنسان له حياته المختلفة عن الآخرين، حياتك ليست مثل فنان يجوب العالم، وليست مثل زميلك المصور الفوتوغرافي المدعو كل يوم في مكان، أنت لست ذلك الكاتب المحاط بالمعجبين والمعجبات، عليك أن تتأكد أن واقعك أفضل بكثير من كل صخب فيس بوك.
وفر لي بديلًا : إن كان فيس بوك يشعرك بالصخب نظريا، عليك أن تستمتع بكل دقيقة من وقتك، كل ما عليك هو أن تستثمر وقتك في شيء يفيدك ويسليك، كالقراءة عن السفر ثم السفر نفسه وتحويل تلك التجربة إلى قصص يمكنك مشاركتها مع أصدقائك أولا، ثم متابعيك فيما بعد، وبعيدًا عن فيس بوك أيضًا فهناك عدد ضخم من المنصات لشبكات التواصل الاجتماعي تمكنك من ذلك.
3. فيسبوك يجعلك تتعامل مع أشخاص عديمي الفائدة
نظرة سريعة على عدد أصدقائك في فيسبوك. كم منهم صديقك حقا؟ ما هي عدد طلبات الصداقة التي تصلك من شخصيات حقيقية أومعارفك في الواقع؟
يجب أن نعترف أن لديك أشخاصا في فيسبوك لا علاقة لك بهم، ولكن الذي سيكتب لك سوف تجيب عليه، وأحيانا تضطر للرد على رسائل كثيرة وإلا اتهمت بالغرور وعدم الاكتراث بالناس.
ضغط شديد دائم عليك كي تستمر في المشاركة طوال اليوم، تشارك في مناقشات وتدخل في جدال لا يعنيك في شيء، هكذا أنت لا تضيع وقتك فقط، ولكن أيضا طاقتك.
وفر لي بديلًا : يمكنك فعليا أن تختصر قائمة أصدقائك وتخطط لمقابلتهم في الواقع بعيدًا عن نقرات متصفحك الإلكتروني، هذا يشمل خيارات حياتية أوقع وينمي لديك حس التواصل ويخفف من ضغط نفسي هائل بخصوص التواصل مع العديد من الناس في نفس الوقت.
4. فيسبوك يجعلك تتعامل مع معلومات عديمة الفائدة
من أجل الحصول على المعلومات يمكن قراءة المجلات أو الجرائد، مع فيسبوك يحدث شيء آخر، أنت تقابل نفس المعلومات والاتجاهات والابتكارات من خلال مشاركة مستمرة من الناس نفسهم.
جميعا تشاركوا نفس الخبر لتقرأه صباحا، وتعيد قراءته في منتصف اليوم، وتتأكد في الليل أن كل ما قرأته طول اليوم هو نسخة واحدة من هذا الخبر، يبدو أنك لو غادرت فيس بوك الآن لن تفتقد شيئا، حتى إنك ستسعد بعدم رؤية لقطات السيلفي العجيبة مرة أخرى.
وفر لي بديلًا : هناك بدائل عدة لمتابعة الأخبار مثلًا من مصادرها المختلفة يكفيك مصدر أو اثنان عالميان للمتابعة، أحدهما يغطي اهتماماتك الإقليمية والآخر يغطي اهتماماتك الدولية، جرب تطبيق “نبض” على هاتفك وجرب أيضا هذا التطبيق المميز “Filpboard“.
5. فيسبوك يدمر مهارات اتصالاتك
متى هي المرة الأخيرة التي تنزهت فيها، في حياتك الحقيقية مع أصدقائك أو أقاربك أو زملائك في العمل؟
بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي من المفترض أن تساعدنا على التواصل، فإننا ننسى التواصل الحقيقي، وبالتالي، يصبح لدينا صعوبات في التواصل الفعال مما يؤثر سلبا على علاقتنا في المنزل أو في العمل أو في أي مكان آخر حقا.
أصبح من السهل إرسال تهنئة في فيس بوك، بدلا من لقاء حقيقي، أو حتى اتصال هاتفي، الحياة فقدت الكثير من المشاعر الإنسانية بدخول فيس بوك عالمنا!
وفر لي بديلًا : بدلًا من التواصل في الفضاء السيبراني وانتظار كلمة أو تعليق كي تشجعك على عمل ما، جرِّب أن تتواصل حياتيا مع آخرين سواء في محيط العمل أو من خلال الأقارب والأصدقاء، صدقني حتى الاتصالات الهاتفية تغنيك كثيرًا عن الجلوس بالساعات على فيس بوك لمتابعة أشخاص آخرين لا تمثل أنت لهم سوي ضغطة إعجاب ليس أكثر.
6. فيسبوك يتلاعب بك
واحدة من أكبر المشاكل التي يسببها فيسبوك هي تأثيره المدمر على مهارات الإبداع لدى الناس. على الرغم من أنه يفترض أن يكون موقع تواصل اجتماعي، يسمح لك بمشاركة أي شيء تريده تقريبا، لكنك مع الوقت ستنمو لديك رغبة في الحصول على مزيد من الإعجاب والمشاركات طوال الوقت.
وفر لي بديلًا : لنعكس زاوية النظر.. بدلا من أن أقل لك إن فيس بوك يتبعك ويمتثل لأوامرك، العكس هو ما يحدث! أنت رهينة بشكل فعلي لما يمليه عليك فيس بوك.. البديل هنا واضح جدا، وهو ألا تكون كذلك!!
7. فيسبوك يصبح حياتك
إستراتيجية التسويق في فيسبوك واضحة جدا، وهي تقوم على جعلك تقضي أكثر وقت ممكن على الموقع الإلكتروني.
تعملون على جعل مشاركاتكم أكثر جذبا للآخرين، وتحاولون أن تكونوا أشخاصا آخرين، ويضيع وقتكم في فيسبوك، في نهاية المطاف يجري كل ذلك بمعزل عن العالم الحقيقي وحقيقية أنفسكم. طاقتك ووقتك وجهدك كل هذه أشياء مهدرة مقارنة بما ستجنيه من نفع مقابل تصفحك الدائم لفيس بوك. وذلك بخلاف كل ما ستعانيه من صراع نفسي لتبقى الأفضل والأكثر حصولا على إعجاب وعدد أصدقاء بين أقرانك.
وفر لي بديلًا: من الممكن أن تنفق نفس الوقت والطاقة في مجرد أن تستمتع بأن تكون نفسك أيا كانت شخصيتك، أو حتى تحسن من نفسك، أليس ذلك أفضل لك؟! السؤال الأنسب الآن، لماذا لا تحاول فعلا ذلك؟ لماذا لا تتوقف عن كل هذا الصراع .. لماذا لا تترك كل هذا الضجيج؟
الأسباب التي تم عرضها أعلاه من أجل مساعدتك على النظر في مشاعرك وصراعاتك النفسية فيما يتعلق بما تفعله في موقع فيسبوك .. تخيل كيف يمكن أن يؤثر كل ذلك بشكل سيء على حياتك وإنتاجيتك. هذه النقاط ربما ترشدك في توضيح كيف ستبدو حياتك دون فيسبوك. في النهاية الإقلاع عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية، لا يبدو سيئا، أليس كذلك؟
ساسة بوست