ووري جثمان أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي الثرى أمس الجمعة في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية منهيا آخر جولاته، وأجريت مراسم التأبين بمشاركة قادة وشخصيات كبيرة من أنحاء العالم.
وطاف موكب التشييع أرجاء مدينة لويفيل مسقط رأس كلاي، لتمكين أكبر عدد من الجماهير من توديع أحد أشهر أبطال الملاكمة في التاريخ، وقال المسلمون المشاركون في حفل التأبين إن هذا التشييع أثبت أن الإسلام جزء من أميركا.
وفي حفل التأبين قال الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن محمد علي قدم للجميع مثالا للموهبة والعطاء، مضيفا أنه يجب علينا جميعا أن نفعل مثله تشريفا لذكراه.
وانضم قادة دينيون وسياسيون من مختلف الاتجاهات إلى الرياضيين وآلاف المواطنين للمشاركة في الوداع الأخير لبطل الملاكمة العالمي، وهتف محبوه "علي" وألقوا الزهور وهم يصطفون في الشوارع لدى مرور الموكب الذي يحمل جثمانه.
وقال مسؤولو المدينة إن مئة ألف شخص شاركوا في تأبين البطل الراحل، مسلمون ومسيحيون أغنياء وفقراء بيض وسود، حيث قدم الكثير منهم من أنحاء البلاد ومن أنحاء العالم.
مراسم التأبين
وبعد دفن جثمان علي توجه المشاركون الذين كان من بينهم الممثل الكوميدي بيلي كريستال والممثل ويل سميث والملاكم السابق مايك تايسون إلى ملعب رياضي يتسع لعشرين ألف شخص لإقامة مراسم التأبين.
وترأس الإمام زيد شاكر -وهو عالم إسلامي- تجمعا لتوحيد الأديان استمر أكثر من ثلاث ساعات، شارك فيه رجال دين مسيحيون ويهود وبوذيون.
وقال القس كيفين كوسبي -وهو قس بمدينة لويفيل- "في حين أنه ملك لجميع الناس دعونا لا ننسى أنه نتاج السود في نضالهم من أجل التحرر".
وتحدثت مجموعة كبيرة من الأشخاص في مراسم تأبين محمد علي، كان من بينهم أفراد من الأسرة وأصدقاء وسياسيون وصحفيون وفنانون وأطفال، وتذكروا جميعهم حياة كلاي الذي كرس المزيد من الوقت لعمله كناشط سلام ومحب للعمل الإنساني أكثر من إنجازاته الأسطورية في الحلبة.
وحضر عدد من الضيوف الأجانب المراسم، وكان من بين الحضور ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك في صلاة الجنازة أمس الخميس اختصر زيارته للولايات المتحدة، ولم يشارك في اليوم الثاني من مراسم الجنازة كما كان مقررا له.
وتوفي محمد علي في الثالث من الشهر الحالي بعد دخوله المستشفى للعلاج قرب منزله في فينيكس بولاية أريزونا عقب تعرضه لضيق في التنفس، وكان يعاني لنحو ثلاثين عاما من مرض باركنسون، الأمر الذي جعل من الصعب عليه أن يتكلم في العقود الأخيرة.
الجزيرة نت