والدة الجندي الأسير في غزه أرون شاؤول تقول: لديّ ادلّةٌ دامغةٌ أن ولدي لا زال على قيد الحياة، قلبي كأم يخبرني ان أرون مصاب في مكان ما في غزه لكن هذه ليست الأدلة فقط بل بين يدي أدلّة قاطعة عدا عن الذي أخبرتني به حماس ان اورون حي ولم يمت. لا اعرف ماذا قُدم لأم أرون؟ وماذا وصلها؟ وكيف؟ لتقول هذا الحديث، وقبل أيام فقط قالت الأم نفسها في مؤتمر صحفي لتعطيني حماس إشارة واحدة على أن أبني على قيد الحياة لأتحرك كما تحركت عائلة شاليط بل اكثر. هذا التصريح يعني الكثير لأسرانا في معتقلات الحرية، وهو خطوة جديدة وكبيرة نحو وفاء الأحرار 2، لذا نحن أمام معطيات هامة عن وجود أسير صهيوني أشكنازي حي، ويبقى السؤال حاضر ماذا عن المفقود هدار غولدن؟! أقوال والدة الأسير شاؤول سبقها تلميحات واضحة لتصريحات إعلامية قسامية مسؤولة يفهم منها احتمالية أن شاؤول ارون على قيد الحياة كبيرة جدا، ففي التصريح يتساءل القائد القسامي هل تبخرت جثته وسلاحه دون زملائه؟!! وفي الوقت نفسه لنحذر الوقوع في فخ المبالغة حول عدد المفقودين والأسرى من الجنود الإسرائيليين. فلا أعتقد أنهم أكثر مما يُنشر بطرق رسمية وإن كان هناك ما يتم اخفاؤه لأسباب مختلفة، وما يتأكد إلي أن الاحتلال حتى اللحظة لا يعرف مصيرهم الحقيقي إن كانوا من الأموات أم الأحياء، وهذا بالتأكيد يخدم عملية التفاوض. باعتراف الاحتلال الإسرائيلي اليوم ومع رفع الرقابة المكبلة عن وجود أربعة مفقودين انطلق قطار الصفقة الطويل، ونشهد الآن بداية المعركة الاعلامية والتي ستنتهي بإذن الله بخروج مئات المؤبدات، وعلينا الانتباه لأمرين اثنين عدم استعجال النتائج، وعدم تقديم أي معلومة مجانية عبر وسائل الإعلام أو الوسطاء، ومبدأ اشتراط المقاومة الإفراج عن جميع محرري صفقة وفاء الأحرار كعربون مقدم للبدء بالمفاوضات، مبدأ حكيم يؤسس لقواعد إيجابية ومطمئنة لأهالي الاسرى. نحن ما زلنا في بداية الطريق، وهي معركة دقيقة وحساسة جدا، وقد تطول أشهرا وسنوات، وتحتاج منا جميعا الالتفاف خلف المقاومة وقيادتها وقراراتها، فقضية الأسرى ليست قضية حزب أو تنظيم وفئة محددة، هي قضية شعب قرر ألا يترك أسراه في السجون.