قائد الطوفان قائد الطوفان

فوز حماس بانتخابات البلدية كابوس يؤرق قادة الاحتلال

جماهير حماس
جماهير حماس

الرسالة نت -محمد عطا الله

يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقع في الفخ الذي نصبه لحركة حماس، معتقداً أن قراره الفردي بتحديد موعد إجراء انتخابات البلدية والإعلان عنها سيقابل بالرفض من الأخيرة، لكن قبولها كان مفاجئاً له وأوقعه في مأزق، كما وأثار مخاوف قادة الاحتلال من فوز "حماس".

وبحسب المعلومات التي تمتلكها "الرسالة" فإن الرئيس عباس كانت لديه معلومات بأن "حماس" سترفض إجراء الانتخابات في قطاع غزة ولن تشارك بها، الأمر الذي دفعه للإصرار على إجرائها قبل أن يفاجأ لاحقاً بموافقة الحركة، ويصطدم بخلافات البيت الفتحاوي وتحذيرات قادة حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" من فوز حماس وسيطرتها على الضفة المحتلة، "مما زاد الطين بلة بالنسبة له".

وعلى ضوء ما سبق فإن الخشية "الإسرائيلية" من فوز حماس تتزايد في الوقت الذي تشهد فيه حركة فتح خلافات حادة وتصارع بين تيار القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان وتيار عباس من ناحية أخرى.

 قنبلة موقوتة

ويصف المعلق الصهيوني أليكس فيشمان مشاركة حماس في الانتخابات بالقنبلة الموقوتة التي ستمكنها من السيطرة على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ويدق فيشمان ناقوس خطر فوز حماس بمقاله بصحيفة يديعوت احرونوت حول انتخابات البلدية الفلسطينية، قائلاً: إن قيادة الاحتلال منهمكة في حربها حول أنفاق قطاع غزة، بينما يتجاهلون النفق "السياسي" التي تحفره حماس في هذه الأيام في الضفة الغربية والذي يهدد بخلط كل أوراق (إسرائيل) ولا يمكن تقويضه بالوسائل التكنولوجية".

وتابع فيشمان قائلاً: "خلال النقاش بين قادة الحكومة الإسرائيلية تم طرح قضية خلافة أبو مازن وما سيأتي بعده وقال ليبرمان أن على (إسرائيل) أن يكون لها دور في تحديد هوية من سيرث أبو مازن كي تدير معه الحوار، لكن اشتراك حماس في الانتخابات خلط أوراق ليبرمان والآن السؤال كيف سيتم منع حماس من السيطرة على السلطة، والفرق الذي تغير أن الأمر أصبح الآن هو تقوية أبو مازن ودعمه بدل عزله وإخفائه".

أليكس فيشمان: حماس تحفر نفق سياسي في الضفة

 

وأضاف أن ليبرمان وفريقه بدلاً من أن يتخذوا إجراءات لمواجهة تبعات غياب عباس، فإنهم الآن باتوا يحرصون على اتخاذ خطوات من أجل تحسين فرص فوز حركة فتح في هذه الانتخابات، مستدركاً أن فرص نجاح هذا التكتيك تبدو ضعيفة جداً بسبب خيبة الأمل المدوية التي تجتاح الضفة الغربية من أداء السلطة الفلسطينية التي تديرها حركة فتح.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن حماس ستفوز وتأخذ مدينة الخليل وبلديات جنوب جبل الخليل وستنجح حماس في جنين ونابلس وقلقيلية، أما في طولكرم فلا يوجد شيء مؤكد، وقد تكون هناك مفاجآت وستدفع السلطة ثمن الفساد والإهمال للمدن.

  كابوس تخشاه (إسرائيل)

وهنا يقول الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" د. صالح النعامي: إن ما يثير حساسية قادة الاحتلال، حقيقة أنها تكاد تكون متأكدة بأن حماس ستفوز في جميع المدن الفلسطينية المهمة في الضفة الغربية، مما يعني أن الانتخابات ستحقق الكابوس الذي تخشى منه (تل أبيب)، حتى قبل غياب عباس".

وتوقع النعامي أن تذهب (إسرائيل) لإفشال هذه الانتخابات أو تعمد التأثير على نتائجها بشكل كبير من خلال استغلال السيطرة الأمنية الإسرائيلية المطلقة على الضفة الغربية، مبيناً أنها ستعمل على التشويش على إجراء هذه الانتخابات، حال توصلت إلى قناعة بأن إجراءاتها لتحسين فرص حركة فتح في الضفة بالفوز لن تسهم في تحقيق هذا الهدف.

وعلى أي حال يمكن القول إن السلطة الفلسطينية ومعها الاحتلال سيلجئون إلى إفشال الانتخابات والعمل على إلغائها؛ خشية من اكتساح حركة حماس لنتائجها وترتيب أورقها في الضفة المحتلة، الأمر الذي يهدد وجود الجانبين.

البث المباشر