خاص| مخيم جباليا..  كابوس يؤرّق الاحتلال ويصيب قادته بالصدمة

الرسالة نت

الرسالة نت- محمد العرابيد 

لليوم الـ 232 على التوالي يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة مرتكبًا مجازر بشعة ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، في المقابل تواصل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" بالتصدي للجيش (الإسرائيلي) في محاور التوغل بالقطاع.

ورغم إعلان الاحتلال قبل شهر انتهاء العملية العسكرية في شمال القطاع بعد زعمه أنه تمكن من تفكيك الجناح العسكري لحركة حماس "القسام" في شمال غزة، إلا أن المتحدث باسم الجيش (الإسرائيلي) أعلن في 11 مايو/أيار، البدء بعملية عسكرية في شمال القطاع وخاصة مخيم جباليا، "بسبب محاولات حماس استعادة قدراتها العسكرية".

محللون سياسيون وخبراء عسكريون رأوا أن إعادة الاحتلال قواته إلى شمال قطاع غزة، يؤكد أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام أثبتت قدرتها على التكيف في أرض المعركة وقدرتها على بناء قوتها العسكرية، واستطاعت المواجهة وتقديم المفاجآت.

هذا ما أكده رئيس مجلس الأمن القومي (الإسرائيلي) "تساحي هنغبي" عند حديثه عن عدم تحقيق أي من أهداف الحرب طيلة الشهور الماضية في قطاع غزة.

وبدأت العملية العسكرية للاحتلال في جباليا بقصف جوي مكثف طال منازل وممتلكات المواطنين، ثم تبعه توغل بري بعد أن تقدمت قوات من الفرقة 98 الإسرائيلية إلى المناطق الشرقية من مخيم جباليا.

 

 تخطيط عسكري محكم

الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، رأى أن كتائب القسام أعدت نفسها لمعركة طويلة المدي قبل تنفيذ هجوم 7 أكتوبر، وعكفت على تدريب المقاتلين على مهارات ميدانية ما رفع كفاءاتهم العسكرية.

ويشير الخبير العسكري عريقات، في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أن القسام تمكنت من معرفة استراتيجيات الاحتلال وخططه التي سينفذها في مخيم "جباليا" ثم عملت المقاومة على وضع خطط عسكرية في الميدان للتصدي لتوغل الاحتلال، وهذا النجاح يحسب لكتائب القسام".

وعلى الرغم من فشل الاحتلال في اجتياح مخيم جباليا لأكثر من مرة منذ بدء العملية العسكرية، زعم الاحتلال تمكنه من تفكيك حركة حماس وذراعها العسكري، إلا أن ذلك يتنافى مع الواقع في ميدان المعركة.

فقدرة المقاومة على إطلاق رشقات صاروخية من شمال القطاع تجاه العمق (الإسرائيلي) وتصديه للتغول البري يظهر قدرتها على إعادة بناء وترتيب صفوفها وبناء قدرتها العسكرية بشكل سريع.

وبالعودة إلى الخبير العسكري عريقات، الذي ينوه إلى أن ارتفاع عدد القتلى بصفوف جيش الاحتلال وتدمير عشرات الآليات العسكرية في مخيم جباليا، يثبت أن المقاوم الفلسطيني لديه كفاءة قتالية وروح معنوية عالية، وقدرات على الصمود بعكس الجندي الإسرائيلي.

ويقول عريقات إن "الجيش الإسرائيلي حاول تغيير خططه وتكتيكاته لكن كتائب القسام استطاعت التكيف مع الواقع الميداني والقتالي المستجد وبرعت في تنفيذ خططتها العسكرية من خلال نصب الكمائن لجيش الاحتلال وإفشال خططته العسكرية بالقضاء على المقاومة واستعادة الأسرى".

 

المعركة عادت أشرس

أما الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي، يرى أن الشارع (الإسرائيلي) يراقب ما يجري في مخيم جباليا شمال القطاع، وأصبح لديه انطباع أن كل ما يصدر من المؤسسة العسكرية والسياسية للاحتلال ذات الصلة بمعركة جباليا ونتائجها ليس لها علاقة بالواقع الميداني.

ويوضح مرداوي في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن ما يدور من مقاومة شرسة في مخيم جباليا يثبت بعد 8 شهور بأن المعركة عادت أشرس من السابق وأكثر قوة، والدليل أنها كبدت الاحتلال خسائر فادحة من ناحية عدد القتلى بشكل يومي وتدمير الآليات. 

ونوه إلى أن المستوى السياسي (الإسرائيلي) أعلن وفق بيانات استند عليها من المستوي العسكري بأنه تم القضاء على المقاومة والقسام في شمال قطاع غزة، إلا أنه تفاجأ بأن المقاومة موجودة وعادت بقوة أكبر من السباق، وهذا ما أصاب قادة الاحتلال بالصدمة.

ومنذ توغل الاحتلال في معسكر جباليا، يبث القسام بشكل يومي فيديوهات وبيانات لاستهداف آليات جيش الاحتلال في أزقه المخيم ما يؤكد بأن المقاومة تخوض حربا شرسة في أزقه المخيم، في المقابل يخفي الجيش عدد قتلاه والجرحى، ويعمل على استهداف المدنيين في مراكز الأيواء للتغطية على فشله العسكري.

 

ضعف الجيش (الإسرائيلي)

وبالعودة للخبير العسكري عريقات الذي رأى أن تكثيف جيش الاحتلال من قصفه الجوي والمدفعي على مخيم جباليا، يشير إلى أنه فشل في الدخول للمخيم بدون الدعم الجوي، كذلك قدرة المقاومة على الصمود وتكبيد خسائر فادحة.
وينوه إلى أن تكثيف جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على مخيم جباليا يعكس حالة الضعف والإنهاك التي وصل إليها وعجزه عن تحقيق أي إنجاز على الأرض.
ويضيف الخبير عريقات: "مهما طال وجود الاحتلال في المعركة بغزة فإنه لن يحقق أي من الأهداف التي أعلن عنها بالقضاء على المقاومة واستعادة الأسرى".

 

ثبات المقاومة

كما يشير اللواء المتقاعد عريقات، إلى أن المقاومة كل يوم تثبت أنها لا تخوض معارك ميدانية وعسكرية فقط، بل تخوض معارك بالصوت والصورة إعلاميا وحربا نفسية تؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية"

ويختم عريقات حديثه لـ"الرسالة نت"، بالقول إن "تنوع الأهداف العسكرية التي تضربها كتائب القسام يؤكد أنها ثابتة في أرض المعركة من خلال جمع المعلومات واستخدام أسلحة متنوعة لضرب جيش الاحتلال".

وارتفع عدد القتلى من جنود الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 630 بين ضابط وجندي، بينهم 292 قتلوا خلال العمليات البرية في قطاع غزة.

وفي ظل استمرار مطالبات (الإسرائيليين) لقيادة الجيش بوقف الحرب على قطاع غزة، لفشل كابنيت الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو من تحقيق أي أنجاز عسكري في القطاع، فإن بسالة وصمود المقاومة تصيب العدو بالخيبة والنكسة.

البث المباشر