أردوغان يلتقي بوتين اليوم لبحث مشاريع مشتركة

موسكو-الرسالة نت

يبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء هو الأول بين الجانبين بعد انتهاء التوتر بينهما إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية ـ التركية.

ويأتي اللقاء كمحاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات، وسط أجندة متخمة بكثير من القضايا الخلافية، على رأسها الخلاف حول حلّ القضية السورية.

وعلى الرغم تأكيد الطرفين رغبتهما بإعادة تطبيع العلاقات، وفتح صفحة جديدة تتجاوز تنسيق العلاقات الاقتصادية، نحو توافقات في الملفات الإقليمية، سواء فيما يخصّ سورية أو النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، إلا أن أحد أهم أسباب التقارب هو علاقة كل من موسكو وأنقرة المتوترة بالغرب عموماً.

في هذا الصدد، ترزح موسكو تحت عقوبات اقتصادية شديدة، كما أن أنقرة لم تتلقّ الدعم المتوقع أثناء خلافها مع موسكو، بل على العكس، تمّ استخدام هذا الخلاف كورقة ضغط غربي ضدها، لتتأزم الأمور بعد الموقف الغربي المتردّد من المحاولة الانقلابية. مع ذلك، فإن تاريخ العلاقات بين روسيا وتركيا، يؤكد أنه مهما كانت العلاقات وثيقة بينهما، إلا أن التحالف يُعدّ أمراً مستبعداً بين منافسين تاريخيين.

وتختلف هذه الزيارة عن سابقاتها، تحديداً بما يتعلّق بالقضية السورية، إذ يبدو إن الجانبين باتا مقتنعين تماماً، أن إخراج أي منهما الآخر من سورية، أو تجاوزه، بات أمراً مستحيلاً، تحديداً بعد التقدم الذي حققته قوات المعارضة السورية في كل من حلب وشمال اللاذقية. التقدم الذي كان، في الوقت ذاته، بمثابة ضربة للمحاولات الأميركية ـ الروسية، بتجاوز اللاعبين الإقليميين، كتركيا والسعودية، نحو عقد صفقة مشتركة تنهي الصراع السوري.

من بين الاحتمالات المفتوحة لزيارة أردوغان، صوغ معادلة جديدة، تنجح في حلّ القضية السورية، بالاعتماد على القوى الإقليمية الثلاث (إيران وتركيا والسعودية) مع روسيا، على أن تكون مفتوحة على جميع الخطوط. ويتمّ ذلك في ظلّ الدور الأميركي ـ الأوروبي الضعيف على الأرض، الذي يعتمد بشكل أساسي على قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، في انتظار ما سينتج عن زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لأنقرة في 24 أغسطس/آب الحالي.

فضلاً عن سورية، يبدو أن الصراع الأذري ــ الأرميني حول إقليم ناغورنو قاراباخ، الذي شهد تهدئة كبيرة بعد معارك أخيرة اندلعت بين يريفان وباكو، سيكون أحد مواضيع اللقاء، خصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو الأخيرة، التي أكد، خلالها، أنه من الممكن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ويريفان ضمن الشروط الأذرية.

أما على المستوى الاقتصادي، فإن تطبيع العلاقات التركية الروسية جار على قدم وساق، ومن بين المواضيع التي سيتم بحثها أيضاً، إعادة إحياء مشروع "السيل التركي" الذي سيقوم بنقل الغاز الروسي عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، على الرغم من الاعتراضات الأوروبية التي قد تعيقه، سواء لناحية رفض بلغاريا له باعتباره لا يمرّ عبر أراضيها، أو رفض الأوروبيين لتحويل تركيا إلى ممر رئيسي للطاقة للقارة.

وقد استبق الرئيس التركي زيارته موسكو، في لقاء أجراه مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الإثنين، بالتلويح مرة أخرى بإنهاء اتفاق إعادة اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي، في حال لم يلتزم الأخير بما يترتب عليه، خصوصاً بما يتعلق برفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في دخول فضاء شينغن، قائلاً إن "لم يتم تلبية طلباتنا، عندها لن يكون هناك أي إمكانية للاستمرار باتفاقية إعادة اللاجئين".

المصدر: العربي الجديد

البث المباشر