حتى أمس الاثنين كان يعتقد أن الأرض هي الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية النشط تكتونيا، وهي تلك السمة الفريدة التي تم ربطها بقدرة كوكبنا على احتضان حياة، لكن ناسا عثرت على دليل يثبت أن كوكب عطارد يملك نشاطا جيولوجيا مشابها تحت سطحه، بما في ذلك زحزحة أجزاء من القشرة وتكون خطوط الصدع.
وجاء الدليل من صور التقطتها مركبة الفضاء "ماسنجر" التي حلقت بالقرب من سطح عطارد خلال الـ18 شهرا الأخيرة من تواجدها في مدار حول الكوكب قبل أن تنهي مهمتها بالتحطم على سطحه في 30 أبريل/نيسان 2015.
وأظهرت الصور منحدرات صدوع لم تكن مكتشفة من قبل، وهي من الصغر بحيث يعتقد العلماء أنها قد تكون حديثة جيولوجيا.
ويشير هذا إلى أن عطارد لا يزال ينكمش، وأن الأرض لم تعد الكوكب الوحيد النشط تكتونيا في النظام الشمسي، لكن رغم ذلك فإنه يظل غير قابل لاحتضان الحياة كما نعرفها، فهذا الكوكب يدور حول الشمس في مدة 88 يوما أرضيا، ولا يملك غلافا جويا، وتتراوح درجات الحرارة على سطحه بين سالب 173 درجة مئوية ليلا و427 درجة مئوية نهارا، مما يجعله غير مؤهل لنشوء حياة.
لكن المفيد في هذا الاكتشاف أنه من خلال فهم أفضل للنشاط التكتوني على عطارد فإنه يمكن اكتساب فهم متعمق أفضل لمكان ظهوره وكيفية رصده، ربما في عوالم أبعد بكثير من نظامنا الشمسي.
وسيواصل العلماء التحقيق في النشاط المغناطيسي الواسع لعطارد في محاولة لفهم ما يحصل على سطحه، حيث وجدت أدلة على أن عطارد يشهد أيضا زلازل مثل الأرض.
الجزيرة نت