قائد الطوفان قائد الطوفان

عملية القدس تدفع بالانتفاضة نحو التسلح والعمل المنظم

عملية القدس
عملية القدس

الرسالة نت- محمد عطا الله

تدفع عملية القدس الأخيرة الانتفاضة في عامها الثاني نحو التسلّح والعمل الأكثر تنظيماً، لا سيما وأن رصاصات الشهيد "أبو صبيح" هزت عرش حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" وأشعلت المواجهة مجدداً.

وقُتل "إسرائيليان" اثنان وأصيب ستة آخرون، بعضهم بحالة الخطر الشديد، بعمليتي إطلاق نار في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، فيما استشهد منفذ العملية وهو مصباح ابو صبيح من سكان بلدة سلوان جنوب القدس، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الخاصة.

وبالنظر إلى ظروف العملية فإن منفذها استقل سيارته مسرعا بعد أن جهّز بارودة الـM16  التي أطلق النار منها على أكثر من تجمع للاحتلال، الأمر الذي يعكس التخطيط الجيد والمسبق لتنفيذ العملية، ويشير لذهاب الانتفاضة نحو مرحلة العمل المسلح والمنظم.

وبددت رصاصات عملية القدس أوهام الاحتلال بقدرته على احتواء الانتفاضة ومنع تطورها، إلى جانب فضحها لفشل أجهزته الاستخبارية باعتراف وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان الذي قال إنه لم يكن هناك معلومات مسبقة عن إمكانية وقوع عملية لديهم.

                                                                          عمليات استشهادية

ويعتقد مراقبون، أن انتفاضة القدس ستكون أكثر تنظيماً بدخولها عامها الثاني، متوقعين أن تشهد الأيام المقبلة موجة من العمليات الاستشهادية التي "قد تكون عنوان المرحلة القادمة".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن عملية القدس تدلل على استمرارية الانتفاضة وإن خفتت موجاتها، وتؤكد فشل الاحتلال وأجهزة أمن السلطة في القضاء عليها.

وأوضح المدهون في حديثه لـ"الرسالة نت" أن التطور النوعي في طريقة تنفيذ العملية واستخدام السلاح الناري يعطي مؤشرا بأن دخول العمليات الاستشهادية على خط الانتفاضة بات وشيكا.

وأشار إلى أن انتماء منفذ العملية "أبو صبيح" لحركة حماس وتقدمه في السن سيشكل دافعا لذهاب الانتفاضة نحو العمل التنظيمي المسلح وتصعيد عمليات إطلاق النار مستقبلا.

                                                                            نوعية العمليات

ويتفق الكتاب والمختص في الشأن "الاسرائيلي" أكرم عطا الله مع سابقه، مبينا أن ظروف منفذ العملية وتدريبه الجيد على السلاح ساهم في نوعية العملية وكسرها لروتين عمليات الطعن التي انخفضت وتيرتها في الأيام الأخيرة.

وتوقع عطا الله أن تدخل الانتفاضة مرحلة العمل المسلح في المرحلة المقبلة، لكنه رهن ذلك بالظروف والامكانيات التي ستحدد نوعية العمليات.

ولفت في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن عمليات الانتفاضة ستتصاعد وتخفت بحسب الظروف الأمنية المحيطة بها، لا سيما وأن حكومة الاحتلال ستذهب لتشديد قبضتها الأمنية في الأيام المقبلة.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن عملية القدس ستدفع لمرحلة تخشاها "إسرائيل" منذ انطلاق الانتفاضة، الأمر الذي سيشكل منعطفا خطيرا قد يعصف بحكومة الاحتلال.

 

البث المباشر