وسام عفيفه
"يالله الذرة الناهي " .. "خلي اعتمادك على الله" .. "بقلاوة يا بطيخ".. بهذه النداءات يبدأ الصيف ساخنا , تخفف وطأته جلسة خلوية هادئة مع "نتش" الذرة ,وكما قال الأجداد "في حزيران بتصير الذره مثل الخيزران".
البطيخ يصبرنا, في انتظار أن "تستوي الحرارة " العنب والتين, وباقي سلة الفاكهة التي كانت من بين عناصر الدعاية الصهيونية لدفع اليهود إلى الهجرة نحو فلسطين.
موسم البطيخ الوطني كان له دلالات على الاكتفاء الذاتي, والقدرة على حل مشاكلنا دون الاعتماد على الخارج ..في الماضي قالوا:" يا قلة العقل تزرع في البرص بطيخ" لكننا زرعنا في البرص وفي كل الأرض وثبت أن أصحاب المثل هم قصيرو نظر.
السخونة ازدادت بعدما فجر أسطول الحرية قنبلة إنسانية في وجه الاحتلال وشركاء الحصار, فيما تنذر القوافل البحرية القادمة بغليان البحر المتوسط وشاطئ غزة تحديدا.
بين الحصار والقوافل البحرية يقفز المونديال على الشاشة لينافسهما على المرتبة الأولى, وبهذا "ولعت".. سياسة, ورياضة, وذرة وبطيخ, وبحر.
سخونة أجواء غزة وصلت رام الله .. في المقاطعة تصببوا عرقا ,وفكوا ربطات العنق وهم يشاهدون الحصار يتفكك ولسان حالهم يقول :"ماذا جنينا ", ينطبق عليهم المثل: " لا حطب حطبت ولا رجعت بعرضها من الأحراش سالمه".
المنافسة الأمريكية, الإسرائيلية, الأوربية والمصرية, تشتد على لقب فك الحصار مقابل منافسة 32 دولة على للفوز بكأس العالم.
"ليونيل ميسي" سيخطف الأضواء في جنوب إفريقيا بينما ينفرد رجب طيب اردوغان بالنجومية في الشرق الأوسط.
ميسي المراوغ يجيد تسجيل الأهداف كأنه مولود وفي قدمه كرة ,أما اردوغان يناور ويتحرك في كل الاتجاهات ,ولا يترك لخصمه فرصة لالتقاط الأنفاس , الرجل ولد زعيما.
الأسبوع كان ساخنا أيضا في أفغانستان, طالبان أشعلوا المواجهة في وجه الأمريكان والناتو , والأمور تتجه نحو الانفجار الأخير, وسوف يشرب الأمريكان من نقس الكأس الذي جرعوه للروس في جبال سليمان.
أما برودة أوروبا فقد أثرت على اليورو لدرجة قد تصل به إلى التجمد,وربما يهبط ليصبح رفيقا للدولار , اليورو يرد على شماتة الدولار: "لا تعايرني ولا أعايرك .. الهم طايلني وطايلك".
أبو مازن توجه لواشنطن أمس الأربعاء ليخبر اوباما أن البطيخة التي اشتراها منه "عجره"
ورغم ذلك سيحاول اوباما أن يقنعه بفوائد "العجر" وليس أمام أبو مازن سوى أن يقبل ويصبر كعادته , و "ياما كسر الجمل بطيخ" .