قائد الطوفان قائد الطوفان

متأخرة وبدون نتائج

زيارة موسى إلى غزة عابرة

الرسالة نت- رامي خريس                               

أخيراً وطأت أقدام أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أرض غزة بعد سنوات طويلة من الحصار وأيام صعبة مرت عليها خلال حرب الفرقان.

كانت غزة حينها بحاجة لأي أحد يمد لها يده, فلم يبادر موسى لتخيف آلام جرحاها أو حتى لتفقد أحوال أهلها، والآن تأتي زيارته المتأخرة  كثيراً بعد أن وطأت غزة أقدام شخصيات كثيرة من المفترض أن تكون أكثر بعداً عن غزة من موسى كبان كي مون وتوني بلير ووزير خارجية ايرلندا وحتى عضو الكونجرس الأمريكي جون كيري كان أسبق منه إلى زيارتها.

وربما سارع أمين الجامعة العربية لزيارة غزة لإبعاد الحرج عن نفسه قبل أن يزورها قبله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي علمه درساً في "دافوس".

اهتمام

وكما كان الدرس في دافوس فإن تركيا هي التي دفعت موسى لزيارة غزة بعد العاصفة التي أثارتها سفينتها "مرمرة" درة أسطول الحرية التي هوجمت بشراسة من البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية أثناء محاولتها كسر حصار غزة.

الفلسطينيون من جهتهم يرقبون زيارة موسى باهتمام شديد والغزيون يتطلعون إلى أن يؤدي دوره كممثل للأمة العربية ودولها وأن يبتعد عن تبني السياسة المصرية فلقد ترك وزارة خارجيتها منذ أصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربية .

 وبحسب ما يرى كثير من المراقبين فإن زيارة موسى يجب أن تكون فاتحةً لكسر الحصار عن غزة  على الأقل بفتح حر لمعبر رفح فلا معنى للأمنيات والمعبر يمكن أن تفتحه الأيدي العربية لاسيما بعد قرار وزراء الخارجية العرب بكسر الحصار . 

إذن الحصار هو أهم الملفات التي تنتظر المعالجة ففي الوقت الذي عبر فيه موسى إلى غزة من فوق الأرض استشهد أحد الشبان في نفق تحت الأرض وهو ينقل البضائع والمواد الغذائية من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية.

ومع أن ملف المصالحة مهم جداً فقد يحبط هذا الملف جهود كسر الحصار إذا ما جرى ربط إنهائه بالمصالحة ، وطبعاً هذه المصالحة هي وفق هوى القاهرة ورغبة سلطة فتح التي تحاول هذه الأيام دس انفها في آليات تخفيف أو إنهاء الحصار المقترحة .

عابرة

موسى لم يمكث وقتاً طويلاً في غزة, زيارته كانت عابرة ونتائجها كذلك لم تكن ذات أهمية ، فيبدو أن رفع العتب كما صرح البعض هو أحد أهداف الزيارة التي التقى خلالها المتضررين من حرب غزة واهالي المعتقلين في السجون المصرية الذي يأملون في ان ينقل رسالتهم الى القاهرة ويخفف عنهم بالافراج عن أبنائهم .

ومع أن تصريحات لمسؤولين فلسطينيين ومحللين سياسيين تشير إلى أن زيارة الأمين العام لن تحمل أي جديد لغزة فإن هناك من يرى أن مفاجأة ما قد تحصل من موسى الذي ستنتهي ولايته في مايو 2011 القادم ، ويختم ولايته التي استمر 10 سنوات كأمين عام لجامعة الدول العربية بشيء يتذكره فيه الفلسطينيون كما  يتذكرون العديد من القادة الذين وقفوا مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية.

 

البث المباشر