تزامناً مع انطلاق العام الجديد، صعّدت قوات الاحتلال (الاسرائيلي)، اعتقالاتها في صفوف الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة.

وكان الاحتلال قد اعتقل منذ بداية العام، حوالي100 فلسطيني من مدن الضفة، ضمن مسلسل السياسة الهمجية التي يتعامل بها الاحتلال مع الفلسطينيين، حيث يبرر تلك الهجمة الشرسة، بأن المعتقلين متهمون بأعمال مقاومة شعبية وعمليات إخلال بالنظام ضد مستوطنين وجيش الاحتلال، على حد زعمه.

وتؤكد النائب سميرة الحلايقة، أن الاعتقالات الإسرائيلية سياسة ممنهجة ضد الفلسطينيين، وقالت في تصريح خاص بـ "الرسالة نت": إن الاحتلال مستمر في سياسة القمع والقتل بحق الفلسطينيين، بهدف إخضاعهم لسياسة الأمر الواقع والرضوخ لقراراته"، متوقعة أن تستمر حملات الاعتقال على هذا النهج إلى منتصف العام الحالي.

وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمختص في الشأن (الاسرائيلي) خالد العمايرة، أن هذه الاعتقالات استمرارًا للسياسة الاسرائيلية الرامية لإخضاع الشعب الفلسطيني وإيجاد واقع جديد في الضفة.

وأوضح العمايرة في حديث لـ"الرسالة"، أن الاحتلال يسعى لإيصال رسالة للفلسطينيين مفادها أنه يجب التسليم بالأمر الواقع، والخضوع لإرادته. وأكد أن هذه السياسات لن تنجح في إخضاع الفلسطينيين للاحتلال.

تصعيد الانتفاضة

ولا شك أن استمرار سياسة الاعتقالات، ستدفع لردة فعل فلسطينية، من خلال عودة المواجهات على نقاط التماس مع الاحتلال، واشعال انتفاضة القدس التي تباينت وتيرتها في الفترة الاخيرة. وهذا ما ذكرته الحلايقة، حيث توقعت عودة المواجهات من جديد في حال استمر الاحتلال على هذا النهج.

وبالعودة إلى العمايرة، أكد أن استمرار الاعتقالات سيعيد لهيب الانتفاضة للواجهة من جديد، مشيراً إلى أن لغة المقاومة لا تزال راسخة في عقول الفلسطينيين. وأوضح أن عودة المواجهات مرهونة بالتصعيد الاسرائيلي ضد المواطنين، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة ردات فعل فلسطينية من الشبان، لمواجهة شراسة الاعتقالات، تحت مبررات "واهية".

الحصار الدولي

ولم يستبعد العمايرة، أن تكون شراسة الاحتلال جاءت كردة فعل "هستيرية" على الحصار الدولي الذي ضرب (إسرائيل) في الفترة الأخيرة، مثل قرار مجلس الأمن المتعلق بالاستيطان، وعقد مؤتمر باريس.

وقال "(إسرائيل) تجد نفسها محاصرة دولياً، لذلك فإنها تصب جام غضبها على الفلسطينيين، من خلال حملات اعتقالات ومداهمات واسعة في صفوف المواطنين". وبيّن أن هذه التصرفات من الاحتلال تدلل على أنه لا يتصرف بحكمة، واصفاً إياه بـ "الثور الهائج" في التعامل مع مثل هذه القضايا.

وبحسب تقرير صدر في شهر ديسمبر العام الماضي، فإن قوات الاحتلال اعتقلت (307) مواطنين، بينهم (46) طفلاً، و(22) أسيراً محرراً، و(5) سيدات من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار التقرير إلى أن الاحتلال اعتقل (8) فلسطينيين ممن أُفرج عنهم من سجون أجهزة أمن السلطة.