سعياً لضرب الأمن الغذائي

الاحتلال يضاعف انتهاكاته في قطاعي الزراعة والصيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت-محمد شاهين

يواصل الاحتلال (الإسرائيلي) غطرسته المعهودة بحق المواطنين في قطاع غزة، فما أن تنتهي زوارقه الحربية من ملاحقة الصيادين في عرض البحر، حتى تفتح آلياته العسكرية نيرانها الرشاشة على المزارعين على الحدود الشرقية للقطاع المحاصر منذ أكثر عن عقد.

حالة من العربدة يفرضها جيش الاحتلال على الباحثين عن أرزاقهم، مستغلاً تواجدهم في مناطق قريبة من آلات بطشه لينتهك بها القوانين الدولية والإنسانية، دون رادع يلجم ممارساته، إذ يعتبر قتل الصياد محمد الهسي أحدث جرائمه بحق الصيادين، في حين يواصل إعاقة وصول المزارعين في المناطق الحدودية إلى محاصيلهم.

"الرسالة نت" رصدت معاناة مزارع يتخذ من أرضه القابعة شرق مدينة خانيونس مصدراً لرزقه، بعد أن ألحق الاحتلال بمحصوله أضراراً جعله يخرج من الموسم الزراعي بخفي حنين.

يقول المزارع أبو محمد النجار: "تفاجأنا الأسبوع الماضي برش الاحتلال مبيدات كيمائية على طول الشريط الحدودي، تسببت في إحراق ثلثي محصولي الزراعي، ما تسبب لي بخسارة لم أكن أتوقعها خلال الموسم".

ويضيف النجار "الموقع الحدودي لأرضي المزروعة بالمحاصيل المتنوعة، يجعل من الوصول إليها أمراً صعباً بسبب استهدافنا المتكرر من الاحتلال، حيث لا يكاد يخلو يوم دون أن يفتح رشاشته صوبنا".

ويوضح الخمسيني أن ممارسات الاحتلال بحقهم فرضت على القطاع الزراعي ظروفًا سيئة جعلت من المزارع يكابد من أجل العيش والبقاء، وساهمت في إشعال أسعار الخضروات ويزيد في حصار على قطاع غزة.

ويطالب صاحب البشرة السمراء، المؤسسات الدولية والحقوقية بحماية المزارع الفلسطيني، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته الجائرة والسماح لهم بالتنقل داخل أراضيهم بحرية.

وبالانتقال إلى قطاع الصيد، يروي الصياد أحمد الثوم الظروف الصعبة التي يمر بها بسبب حجز الاحتلال مركبته التي كانت تشكل له مصدراً للعيش.

يقول الثوم للرسالة "كنا نصطاد في المنطقة المسموح لنا بالصيد داخلها، لنتفاجأ بزواق الاحتلال تنقض علينا دون سبب يذكر، وتصادر المركبة ومعدات الصيد التي أمتلكها".

ويضيف "بعد مصادرة مركبي أصبحت أعمل مع الصيادين، لأستطيع توفير طعام لأبنائي الخمسة، إلا أنني دائماً ما أعود بخفي حنين نتيجة ملاحقة الاحتلال المتكررة وشح الأسماك في المناطق التي نصطاد فيها". 

ويصف الثلاثيني، لقمة العيش التي يحصلوها بالمغمسة بالدم نتيجة تعرضهم للموت مع كل رحلة يخرجون بها للرزق.

بدروه، أكد نزار الوحيدي مدير عام الإرشاد والتوعية بوزارة الزراعة، أن الاحتلال يسعى ومن خلال اعتداءاته على قطاع الزراعة والصيد، إلى استهداف الأمن الغذائي.

وبين الوحيدي "للرسالة نت" أن قطاع غزة استطاع تحقيق اكتفاء ذاتي بقطاع الخضار والدجاج والبيض وتحسين في باقي القطاعات الغذائية، ما جعل الاحتلال يركز باستهدافه لهذه القطاعات ليعمل على تدميرها.

ويرى الوحيدي أن الاحتلال يتعمد على جر الصيادين للعمل في مناطق رملية ضحلة، لا تتوافر بها الأسماك، لضرب السلسلة الغذائية للمواطن في مقتل، مؤكداً أن كل اعتداءات الاحتلال على الصيادين والمزارعين مدروسة من أجل إعدام الأمن الغذائي.

ووفق الوحيدي فإن حجم الخسائر التي تسبب بها الاحتلال في قطاع الزراعة خلال الأعوام الماضية، فاقت النصف مليار دولار، بعد تدميره لعدد كبير من الآبار، وتجريف المزارع، وضرب الدافئات الزراعية.

وأكد الوحيدي أن وزارة الزراعة ترصد وتوثق جرائم الاحتلال، وتقدمها للمؤسسات المختصة مثل منظمة الفاو والصليب الأحمر، إلا أن حجم التدخل العالمي خجول ولا يلجم انتهاكات الاحتلال، مطالباً هذه المؤسسات بالتحرر من التبعية والخوف من العربدة الإسرائيلية.

البث المباشر