ستستـأنف المعارضة السورية المسلحة الموجودة بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم الأحد، اجتماعاتها لحسم موقفها من المشاركة في مفاوضات أستانا المزمع عقدها في الـ23 من الشهر الجاري، وذلك بعدما عبرت الهيئة العليا للمفاوضات عن دعمها لمحادثات أستانا.
وأضافت المصادر أن المعارضة السورية أجلت مؤتمرها الختامي الذي كان مقررا انعقاده أمس السبت لإعلان موقفها النهائي بسبب استمرار المشاورات مع حركة أحرار الشام التي لم توافق حتى الآن على المشاركة في المفاوضات.
وقالت المعارضة إن القصف الروسي في إدلب وتصعيد النظام وحلفائه في وادي بردى يعكس "عدم جدية موسكو في وقف إطلاق النار"، مما جعل بعض الفصائل تتردد في المشاركة في مفاوضات أستانا.
ومن المقرر أن يتوجه وفد تركي اليوم الأحد إلى روسيا حاملا نتائج الاجتماعات مع المعارضة، وأسماء وفدها لمحادثات أستانا إذا تم الاتفاق على المشاركة فيها.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية قد أعربت عن أملها بأن تكون محادثات أستانا المرتقبة فرصة لبناء الثقة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي نزيف الدم السوري، وأكدت دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له.
وقالت إنها تطمح لترسيخ "الهدنة المزمعة" عبر تنفيذ البنود الثاني والثالث والرابع عشر من قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، ويضع هذا القرار خريطة طريق حل سياسي للنزاع السوري تتضمن وقف إطلاق النار ومفاوضات بين المعارضة والنظام وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.
وأكدت الهيئة العليا رغبتها في استئناف مفاوضات الحل السياسي بجنيف دون أي شروط مسبقة، ما دامت مفاوضات أستانا منطلقة من مرجعية بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات الصلة، وشددت على ضرورة الحضور العربي والدولي في مفاوضات الحل السياسي، مع تأكيد أن أي مبادرة سياسية يجب أن تنطلق من أجندة واضحة وجدول زمني محدد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح أمس السبت بأن بلاده وروسيا قررتا دعوة الولايات المتحدة إلى محادثات السلام السورية المقرر عقدها بأستانا، مشددا على رفض بلاده مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصنفها أنقرة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيذ التنفيذ بسوريا يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي لتمهيد الطريق أمام عقد محادثات سلام في أستانا بمبادرة روسية وبدعم من تركيا وإيران.