قال المختص بالشأن المالي أمين أبو عيشة، إن الغموض المحيط في موقف واشنطن الجديد تجاه العديد من الدول لاسيما الصين وبريطانيا والمكسيك جعلت الدولار الأمريكي في "موضع متزعزع".

وأكد أبو عيشة أن المحللين الاقتصاديين والماليين يراقبون خطوات الرئيس الجديد وانعكاساتها على الاقتصاد الأمريكي، ففي حال رفع قيمة الضريبة الجمركية على البضائع المستوردة من الصين، قد يدفع الأخيرة إلى اتخاذ خطوة مماثلة، ما يؤثر على قوة العملة الصينية التي تعتبر من أقوى العملات الأجنبية.

واتهم ترامب قبل وصوله الحكم الصين بالتلاعب بالعملة، ثم رفض شرط الصين بمشاركة منتجيها للتكنولوجيا قبل السماح للشركات الأمريكية بالدخول إلى السوق الصينية، ومنع الصين من دعم الصناعات بهدف خفض التكلفة.

وأعطى ترامب الانطباع الواضح للأمريكيين بأن الرئيس السابق باراك أوباما ومن سبقوه، قدّموا تنازلات للصين وتهاونوا في تطبيق اتفاقيات التجارة مع كندا والمكسيك وتسببوا بأذى واضح للصناعات والوظائف والتجارة والعملة الأمريكية.

وأضاف أبو عيشة: "مواصلة ترامب انتقاد سياسة الاتحاد الأوروبي، وتأكيده انتهاج دول خطوة بريطانيا في الخروج من الاتحاد، يؤثر على العملة الأمريكية مقابل تعزيز الجنية الاسترليني، مشيرًا إلى أن 80% من التحليلات الاقتصادية أضحت تعتمد اليوم على مراقبة المشهد السياسي بدلًا من الارتكاز على المتغيرات في معدلات البطالة والفقر".

ونوه إلى أن فرض الرئيس الجديد ضرائب جديدة على الطبقة الوسطى -التي حاول أوباما تجنبها- سيخفض من معدلات الإنتاج، ويرفع من سعر الفائدة للبنوك، وهي تترك آثارًا سلبية على عملة الدولار.

وأشار أبو عيشة إلى أنه في تواصل بيانات النمو الإيجابية بنفس الوتيرة التي شهدتها، خلال الشهور الماضية، وارتفاع معدل التضخم، فإن مصرف الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيضطر إلى رفع الفائدة لمكافحة التضخم، وهو ما سيعني مزيدًا من الدعم لسعر صرف الدولار، ومعروف أن الفائدة المرتفعة تقلل العرض النقدي.

وتوقع أن يتدخل البنك المركزي (الإسرائيلي) حال تراوح سعر صرف الدولار ما بين 3.75-3.77، عندئذ البنك سيضطر إلى شراء الدولار ليحافظ على الصرف عند 3.80.

وتجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار انخفض مقابل العملات الرئيسية، وهو ما أدى أيضا لانخفاض العملة الخضراء أمام الشيكل (الإسرائيلي).