نفذ خريجو الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أولى فعاليات مبادرة أُمنية الهادفة إلى تحقيق أمنيات مجموعة من أطفال مدينة غزة الذين يعيشون ظروفا اقتصادية قاهرة وصعبة، ضمن مسابقة أمواج الفرح التي تنفذها الكلية الجامعية بإشراف مؤسسة إنجاز فلسطين وبتمويل من مؤسسة كوكاكولا وبدعم من شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي، حيث تمثلت أولى المبادرات بتوزيع مجموعة من الهدايا المميزة لأكثر من 25 طفلا وطفلة من ذوي الوضع الاقتصادي المتردي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وتحقيق عدد من الأمنيات الخاصة بهم.
وقال المهندس عبد الله الحداد رئيس وحدة الخريجين إن الكلية الجامعية تشارك في مسابقة أمواج الفرح للعام الثاني على التوالي، حيث تعتبر المؤسسة الأكاديمية الوحيدة التي تمثل قطاع غزة لهذا العام في المسابقة، مبينا أن فكرة المبادرة تقوم على توفير منصة الكترونية تكون حلقة وصل بين الطفل والمتبرع بما يتيح لأي طفل بإضافة أمنيته على الخارطة الموجودة بالموقع بحيث يستطيع أي زائر أن يتصفح أمنيات الأطفال ويختار الأمنية التي يود تحقيقها للطفل.
وأكد الحداد على الدور الاجتماعي الذي تقوم به الكلية تجاه المجتمع "فمن واقع المسؤولية المجتمعية التي أخذتها وحدة الخريجين على عاتقها والتي دأبت ومنذ انطلاقتها على الاهتمام بخريجيها وتقديم فرص العمل والتدريب لهم ومساعدتهم ليكونوا فاعلين ومؤثرين بما يحقق لهم الثقة بالنفس ويصقل مهاراتهم تمهيداً لهم ليخوضوا الحياة العملية بقوة".
من جانبها ذكرت المهندسة حليمة عبد العزيز مشرفة التدريب أن المبادرة نفذها فريق من خريجي الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية من اختصاصات متعددة، مضيفة أن المبادرة نفذت عبر عدة مراحل تمثلت بقيام فريق البحث الاجتماعي ببحث حالات الاسر واختيار الاطفال من عمر 6-12 عاما وتسجيل امنياتهم، ثم الانطلاق للبحث عن داعمين لتحقيق هذه الامنيات للاطفال، واختتمت بتوزيع هذه الهدايا على مستحقيها من الأطفال ورسم البسمة على وجوههم وإدخال السعادة لقلوبهم.
من ناحية أخرى أعربت السيدة ميساء شلح احدى المشاركات في المبادرة عن سعادتها لخوض هذه التجربة المتميزة والنوعية في حياتها المهنية، مضيفة: "ما أجمل أن ترسم البسمة على شفاه أطفال صغار وأن تحقق لهم أحلامهم البسيطة وتحقق لهم أمنيات اعتبروها مستحيلة بسبب أوضاعهم الاقتصادية المريرة التي يعيشونها في أسرهم وحياتهم اليومية".
وقالت شلح: " أنا كأم أعلم الكم الكبير من متطلبات الأطفال والأمنيات الكثيرة والحاجات الملحة التي يطلبونها دائما من ذويهم سواء على صعيد الملبس أو المأكل أو الألعاب أو الأثاث وبعد المتطلبات الشخصية، وعادة ما تواجه الأسرة القهر إن عجزت عن تحقيق متطلبات أطفالها لأي سبب كان، لذا شكلت لنا مبادرة أمنية فرصة كبيرة لنشعر بإنسانيتنا تجاه الغير وأن نقتحم حياة الطفولة البريئة وندخل البسمة إلى قلوبهم الطاهرة النقية بالإمكانات المتاحة".
من جانبه قال السيد أدهم الدريملي: "عند تسجيلنا لأمنيات الأطفال وجدنا أنها أمور شديدة البساطة، ولكن لها واقع وأثر نفسي كبير في حياة هؤلاء الأطفال، هناك من تمنى دراجة وأخرى تمنت دمية وغيرها ملابس وألعاب طبيب وطفلة تمنت ألعاب مطبخ وطفلة تمنت مكتب للدراسة والمذاكرة"، مؤكدا أن مشاركته في تحقيق أمنيات هؤلاء الأطفال عززت الجانب النفسي لديه وأدخلت السعادة والسكينة لروحه.
وفي ذات السياق وجه السيد شادي الزرد شكره الجزيل للكلية الجامعية وكافة الجهات المشاركة في تنفيذ مبادرة أمنية وكذلك المانحين والداعمين، معتبرا أن هذه المبادرة تمثل خطوة راقية في حياة الخريجين وتنمي الوازع الإنساني لديهم القائم على الإحساس بالآخرين وتلمس آلامهم وأوجاعهم وأمالهم والعمل على تلبية بعض من متطلبات وتحقيق أمنياتهم، مؤكدا أن مشاركته أضافت لديه الكثير من الخبرات وأكسبته مهارات متعددة من أهمها العمل ضمن فريق واحد لتحقيق هدف واضح ومحدد.
ومن المقرر أن تشهد المرحلة القادمة إعلان النتائج عن أفضل المبادرات المنفذة من الفرق المشاركة في مسابقة أمواج الفرح سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو المملكة العربية السعودية، حيث سيتم تكريم الفرق الفائزة وكذلك دراسة توسيع تنفيذ مبادراتهم على نطاق أوسع بحيث تشمل أعدادا أكبر من المستفيدين.
يذكر أن برنامج "أمواج فرح" قد انطلق في العام 2012، وهو احد برامج مؤسسة انجاز التي تنفذها بالتعاون مع شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي بهدف تشجيع ريادة الأعمال المجتمعية والتغلب على مشكلة البطالة في منطقة الشرق الأوسط، وتدريب طلاب الجامعات على تخطيط وتنظيم وتمويل مشاريع تتسم بالمسؤولية الاجتماعية في مجتمعاتهم لإحداث تغيير إيجابي وتعلم فنون التواصل الاجتماعي، والعمل ضمن الفريق، واكتساب مهارات في تقنية المعلومات، والتسويق، والعلاقات العامة، وتعريفهم على أمثلة مُلهمة للنهوض بقدرتهم على تنفيذ مشاريع سيكون لها أثر إيجابي في مجتمعاتهم المحلّية.