قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: رسائل القسام والعروض الإسرائيلية

إبراهيم المدهون

ما كشفته كتائب القسام عن وجود مجموعة عروض يقدمها الاحتلال عبر وسطاء من اجل الوصول لصفقة تبادل الاسرى لدليل واضح على ما يشهده ملف التبادل من تقدم وتطور، وهو انتقال الاحتلال من مرحلة التجاهل للاهتمام بما لدى المقاومة من جنود مفقودين ومأسورين، كما تعتبر اقفال مرحلة الرهان على الطرق الأمنية والعسكرية للتعاطي السياسي التفاوضي للوصول لأسراهم أو لمعلومات واضحة عنهم.

 ولكن يبدو أن العروض المقدمة لا ترتقي حتى اللحظة من وجهة نظري للبدء رسميا بحوار حول صفقة جديدة، وهذا يحتاج من نتنياهو تقديم عروض جدية تحمل أساسيات التفاوض، ليبني عليها صفقة تبادل.

جاء إعلان القسام بشكل رسمي في هذا التوقيت لشعور المقاومة ان نتنياهو يخدع أهالي الاسرى ويقول لهم انه يتصرف بمنطق سليم ويقدم عروضا ولا يخبرهم ان عروضه لا ترقى لعروض جدية تؤدي الى صفقات كما حدث مع الجندي شاليط.

كما أن كتائب القسام تحاول اطلاع الشعب الفلسطيني على مجريات وتفاصيل تجد ان من حق شعبها وخصوصا اهالي المعتقلين في السجون الاسرائيلية معرفة بعض الحراك ومستواه، وهناك ثقة كبيرة من الاسرى واهاليهم بكتائب القسام، ويعقدون امالا على جهد حماس لإخراج ابنائهم كما فعلت اول مرة في وفاء الأحرار.

 ما زال الاحتلال يلعب لعبته الماكرة ويحاول التقليل وتبخيس الثمن وهذه عادته، فقد فعل ذلك في بداية أسر شاليط الا انه في النهاية تعامل بجدية وتم اطلاق أكثر من 1500 أسير وأسيرة في صفقة وفاء الأحرار، وشاليط استمر خمس سنوات بأيد امينة ولم يخرج الا وفق صفقة واضحة المعالم.

لا شك أن كتائب القسام معنية بإظهار مرونتها واستعدادها لتلقي عروض جدية في هذا الملف في حال، تدخلت قوى مركزية في المنطقة كمصر أو تركيا او اي قوة دولية واوروبية للعب دور الوسيط، بشرط نقل عروض يمكن البناء عليها وتحمل قيمة للتفاوض، وتخلو من المراوغة الاسرائيلية، وهذا يعطي الفرصة من قبل القوى للتحرك الجاد، ولا شك هناك قوى تتطلع للعب دور مهم في انجاز صفقة.

البث المباشر