عمّان – الرسالة نت
أكد خبراء وأكاديميون وسياسيون أردنيون وأتراك، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعيش في مأزق أمني وسياسي كبير، منذ اعتداءها على أسطول الحرية نهاية أيار (مايو) الماضي، والذي كان يحمل مساعدات إنسانية في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وأسفر ذلك الاعتداء عن مقتل 9 نشطاء أتراك، وإصابة عدد آخر.
جاء ذلك، خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، في العاصمة الأردنية عمّان مؤخراً، بعنوان "تركيا والكيان الصهيوني وحصار غزة"، حيث ناقش المشاركون تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي قادته تركيا، وبروز الدور التركي في المنطقة.
وسعت الندوة إلى بيان أوجه الفشل الذي رافق حصار غزة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وأزمة "إسرائيل" في ذلك، إضافة إلى رصد التحرك العربي والإسلامي الشعبي والرسمي في مواجهة حصار غزة والسعي لكسره وخاصة من الجانب التركي، ثم بيان ورطة "إسرائيل" جراء الاعتداء على أسطول الحرية مع تركيا، سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، وأخيرا أجرت الندوة قراءة في التداعيات السلبية على "إسرائيل" ومكانتها إقليميا ودوليا، وعلى العلاقات التركية- الإسرائيلية.
جاءت الندوة في جلستين، هما "أزمة إسرائيل في حصار غزة والدور التركي" و"ورطة إسرائيل مع تركيا وتداعياتها"، وقدمت في كل جلسة ثلاث أوراق عمل.
وتوقف المشاركون عند حصار قطاع غزة، مبينين فشله في تحقيق الأهداف الجوهرية التي فرض من أجلها، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، حيث سعت" إسرائيل" إلى تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط، ولم يحرر، ورغبت بمنع وصول أسلحة ومعدات عسكرية إلى حركات المقاومة، لكن الأسلحة وتطويرها آخذ بالازدياد، وأرادت "إسرائيل" من خلال الحصار كسر إرادة المقاومة وحرمانها من امتلاك عناصر القوة، وتسهيل القضاء عليها وتحريض سكان غزة على الثورة ضد حكمها دون جدوى، بحسب أوراق العمل والنقاشات خلال الندوة.
واعتبر الخبراء السياسيون والمحللون المشاركون في الندوة، أن سياسة الحصار والتجويع، أخفقت فيما قالت عنه" تأديب حركة حماس وسكان القطاع ،وأن الحصار الجائر والبعيد عن القيم الإنسانية، تحول إلى أزمة أخلاقية لكل الأطراف التي تورطت بفرضه أو وفرت له الغطاء والمبرر".
وانتقد المشاركون في الندوة، المواقف الرسمية العربية والدولية تجاه حصار غزة، معتبرين أن الموقف الشعبي الغربي كان أكثر فعالية ومؤسسية من المواقف الشعبية العربية والإسلامية.
و أكد المشاركون أن تركيا "باتت لاعبًا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط بشكل جلي مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة منذ عام 2002، وأن تحركاتها الأخيرة تجاه إسرائيل وعدوانيتها لم تأت وليدة اللحظة، ولا انفعالا عاطفيا، بل جاءت في تسلسل منطقي يعبر عن سياسة جديدة لتركيا تجاه إسرائيل والمنطقة، لتعبر عن موقفها تجاه حصار إسرائيل لقطاع غزة بأنه اعتداء وحصار ظالم لا يستند إلى مشروعية قانونية أو أخلاقية".
وطالب المشاركون في الندوة، بأن يتم دعم الموقف التركي عربيا، من خلال مواقف جادة "أو حتى من خلال تثبيت تركيا على موقفها وعدم تنفيسه أو الالتفاف عليه سياسيا".
و رحبت الندوة بتنامي الدور التركي الصديق للعرب، سواء فيما يتعلق ببناء توازن في علاقات الجوار العربي بمختلف دوله، أو فيما يتعلق بتوسيع التحالفات العربية لمواجهة الخطر الصهيوني.