انتشر الجيش المصري في عدد من الميادين الرئيسية في القاهرة، بُعيد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الدفع بعناصر من الجيش لمساعدة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية في البلاد.
وجاءت هذه التطورات بعد انفجارين استهدفا اليوم كنيستين في طنطا والإسكندرية تسببا في مقتل 46 شخصا وإصابة أكثر من مئة، بينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية التفجيرين.
وقالت مصادر إن قوات من الجيش انتشرت في ميادين رئيسية في العاصمة المصرية، بعد صدور بيان رئاسي تضمن قرارا للرئيس السيسي بالدفع بعناصر من القوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية بمختلف محافظات مصر، كما أعلنت الرئاسة المصرية الحداد العام في البلاد ثلاثة أيام.
وتسبب الانفجار الأول الذي وقع داخل كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية (شمال القاهرة) بمقتل ثلاثين شخصا وإصابة أكثر من سبعين على الأقل، وبعد ذلك بساعتين وقع الانفجار الثاني أمام الكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية (شمالي مصر)، وتسبب في مقتل 16 شخصا وإصابة آخرين.
وصرح مسؤول مركز الإعلام الأمني بأن أفراد الخدمة الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة المرقسية بمنطقة الرمل بالإسكندرية تصدوا لمحاولة اقتحام أحد "العناصر الإرهابية" للكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف.
وأضاف أن المهاجم الانتحاري فجّر نفسه حال ضبطه من قبل قوات الحراسة خارج الكنيسة، مما تسبب في مقتل ضابط وضابطة وأمين شرطة من أمن الإسكندرية وعدد من المواطنين ووقوع العديد من الإصابات.
وأورد المسؤول الأمني أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي كان يترأس الصلوات في الكنيسة بمناسبة أحد الشعانين لم يصب بسوء، لكن مصدرا كنسيا أكد في وقت سابق أن البابا تواضروس غادر الكنيسة قبيل الانفجار.
وقبل ذلك بساعتين فقط، انفجرت قنبلة داخل كنيسة في طنطا، وقال محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف لرويترز إن "الانفجار حدث داخل الكنيسة أثناء الصلاة".
وقالت إحدى المصليات -وتدعي فيفيان كانت داخل الكنيسة وقت حدوث الانفجار- إن النيران الناجمة عن الانفجار ملأت الكنيسة كما انبعث الدخان وسقطت أجزاء من القاعة وتناثرت أشلاء الضحايا الذين كانوا يجلسون في الصفين الأول والثاني من المقاعد.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية التنظيم عن التفجيرين، ونقلت الوكالة عما وصفته بـ"مصدر أمني" أن "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية".
وكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن تفجير استهدف كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وعقب التفجيرين دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجلس الدفاع الوطني إلى الانعقاد اليوم.
ويضم مجلس الدفاع الوطني رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة أفرعها ووزير الخارجية.
وذكرت مصادر أن مدير أمن محافظة الغربية وعددا من المسؤولين الأمنيين أقيلوا من مناصبهم عقب التفجير الذي استهدف الكنيسة في مدينة طنطا، وأظهرت صور اعتداء المواطنين على مدير أمن الغربية.
ويأتي هذان التفجيران بالتزامن مع "أحد الشعانين"، وهو من أعياد المسيحيين، حيث فرضت السلطات بالتزامن معه إجراءات أمنية مشددة، خاصة في محيط الكنائس.
الجزيرة نت