غزة- ياسمين ساق الله
اتفق مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني على أن البوصلة المصرية تجاه قطاع غزة وتحديدا ملف المصالحة لن تتغير بالمرحلة المقبلة , منوهين في أحاديث منفصلة للرسالة نت على عدم وضوح الرؤية المصرية لحقيقة المطالب الفلسطينية وراء تعنتها.
يذكر أن وزارة الخارجية المصرية ما زالت تواصل هجومها اللاذع على حركة حماس وقياداتها بالداخل والخارج نتيجة ثبات مواقفهما تجاه قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية وعدم تنازلهما عن اى بند من بنود الورقة المصرية ليس التي خرجت وفقا لمقاييس القاهرة وفتح .
ورقة ضغط
المحلل السياسي مصطفى الصواف قال أن القاهرة منذ البداية تتعامل مع حركة حماس كجهة ضعيفة لا تملك ورقة ضغط , مستدركا:" إلا أن حماس أثبتت العكس من خلال تمسكها بمواقفها الثابتة تجاه قضايا كثيرة من بينها التوقيع على الورقة رغم سياسة الضغط المصري المتواصلة".
في حين قال المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن المشكلة الأساسية تكمن في طبيعة العلاقة التي تربط النظام المصري بحماس لاسيما لاختصارها على الزاوية الأمنية , قائلا:" جوهر الأزمة أن مصر غير معترفة بسلطة حماس وحقيقة دورها بالقطاع , حيث تعتبرها مجرد فصيل يناكف السياسة المصرية".
لكن الصواف يقول:" أعتقد أن الملف الفلسطيني برمته في يد المخابرات المصرية وليس الخارجية , فهي لا تعطي كل ما لديها من معلومات للخارجية وهذا ما لاحظناه في تصريحات أبو الغيط الأخيرة التي تأتي خارج نطاق الدائرة الحقيقية للأطراف الفلسطينية ", متابعا:" من هنا جاءت نقطة التضارب وعدم الوضوح في الرؤية المصرية لحقيقة المطالب الفلسطينية ". بينما يؤكد المحلل بسيسو على وجود انفصام وتناقض واضح في طبيعة المشروعين الذين تحملهما مصر وحماس".
وفي السياق ذاته أوضحت مصادر فلسطينية أن القاهرة ومنذ بدء الحصار تتخذ موقفاً سلبياً تجاه غزة وساهمت إلى حد كبير في زيادة معاناة الغزيين , بل صارعت لتبقى الوسيط الوحيد في ملف المصالحة لكي تفصله وفقا لمقاسات معينة.
معطل
ويعتقد المحلل السياسي الصواف أن الدور المصري في المرحلة المقبلة سيكون معطلا لمسيرة المصالحة لرهن مواقفها وفقا بالأطراف الخارجية , قائلا:" مصر لا زالت طرف غير حيادي في تعاملها مع طرفي المعادلة الفلسطينية بطرق مختلفة , فإذا لم تغير موقفها ستعطل المصالحة ".
ويتابع المحلل الصواف :" مصر لن تتراجع في مواقفها تجاه الملف الفلسطيني وتحديدا المصالحة , لذا المطلوب من الجامعة العربية سحب الملف وتسليمه لجهة عربية أكثر استعداد في التعامل مع الأطراف الفلسطينية بحيادية ",قائلا:" المصالحة إن لم تحقق فلسطينيا فلن تحقق عبر الوسيط المصري ".
بينما المحلل بسيسو شدد على أن الموقف المصري سيبقى متوترا لحين حدوث متغير جديد متمثل بالتوقيع على الورقة المصرية في ظل أي وضع ".
وأضاف:" مصر تحاول تفصيل المصالحة وفقا لمقاييسها وكما تريد حركة فتح الحليفة لها , ما يعنى أنها لن تتراجع عن وساطتها في مقابل تمسكها بمواقفها ", واستطرد:" أعتقد أن مصر و حماس تنتظران تطورات الأسابيع القادمة وما تحمله لجهة تعزيز موقف طرف على حساب الأخر ".
الجدير بالذكر أن ملاحظات حماس التي تطالب بأخذها بعين الاعتبار قبل التوقيع تتمحور حول ثلاثة أمور, البند المتعلق بمنظمة التحرير وهو الأخير من الورقة والذي تم حذفه , ولجنة الانتخابات فالخلاف حول كلمتي تشكيل اللجنة بالتشاور أو بالتوافق فحماس تصر على تشكيلها بالتوافق , إضافة الى الخلاف حول هيكلة الأجهزة أو بناءها.