قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا خفت التضامن الشعبي المصري مع الأقصى؟

لماذا خفت التضامن الشعبي المصري مع الأقصى؟
لماذا خفت التضامن الشعبي المصري مع الأقصى؟

القاهرة - الرسالة نت

كادت تتلاشى تماما فعاليات الاحتجاج والتضامن مع القدس في مصر، تحت وطأة هجمة مكثفة من وسائل إعلام مصرية على الفلسطينيين بدعوى تورطهم في العنف المسلح الذي تشهده مصر، وبالتزامن مع تقارب رسمي إسرائيلي عربي بارز وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "دافئ".

كان آخر ما شهدته القاهرة هو فعالية تضامن مع إضراب الأسرى الفلسطينيين، عقدت بصعوبة بمقر نقابة الصحفيين، مع محاولات مجلس نقابة الصحفيين الموالي للسلطة لعرقلتها.

الآن باتت الميادين تفتقد أقدام وحناجر من أشعلوها بالاحتجاجات من قبل، رغم تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأقصى، بالتوازي مع اشتداد "القمع البوليسي" بمصر، وفق تقارير حقوقية.

حتى ردود الفعل من قبل المؤسسات الرسمية والحزبية جاءت باهتة، فبعد عشرة أيام من تدهور الأوضاع بالقدس تعقد اليوم الثلاثاء هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر اجتماعا طارئا برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، لبحث انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى المبارك.

وعلى مستوى الأحزاب، أصدر حزب مصر القوية بيانا يؤكد أن "فلسطين بالنسبة لنا كعرب ليست قضية يمكن لها أن تصبح على الهامش يوما، ولكنها قضية أمننا الوطني والقومي".

ويؤكد الباحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام أحمد أبو زيد أن الهجمة الإعلامية المصرية المناوئة للقضية الفلسطينية، تسعى لتشويه المقاومين لدى المصريين، والتماهي مع الخطاب الصهيوني.

ويقارن أبو زيد في حديثه للجزيرة نت بين ما قبل وما بعد الانقلاب، مشيرا إلى أن الفعل الشعبي بعهد حسني مبارك كأداة ضغط على السلطة أدى لاتخاذ مواقف رسمية إيجابية تجاه القضية الفلسطينية رغم مجابهة الاحتجاجات بوليسيا.

وألمح المتحدث إلى أن جماعة "الإخوان المسلمون" نجحت في تنظيم أكبر مظاهرة مليونية غير مرخصة بأهم شوارع القاهرة دفاعا عن غزة إبان العدوان الصهيوني عليها عام  ٢٠٠٨، أما الحراك المناهض لعدوان "الرصاص المصبوب " عام ٢٠١٢ فقد تعاطى معه الإخوان والمجتمع المدني بالتصعيد متواكبا مع حراك دبلوماسي داعم لأهل غزة والمقاومة، حيث رفع الرئيس المعزول محمد مرسي حينها شعار "لن نترك غزة وحدها".

ويرى الباحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام أن توالي الضربات الأمنية لجماعة الإخوان والإسلاميين والقوى الفاعلة وحصار المجتمع المدني والنقابات، معرقل لحراك الإخوان حاليا، لذا لم تستطع الجماعة الحشد مركزيا لفاعليات دعم الأقصى.

ولفت إلى أنه حتى القوى السياسية التي لم يضربها النظام بعنف، لم تستطع هي الأخرى تنظيم أي فاعلية حاشدة، بل إن بعضها لم يصدر بيانات إعلامية منددة، وهو ما يثير للتساؤل.

بدوره يرى القيادي بحركة السادس من أبريل الشبابية شريف الروبي أن مصر كانت من أولى الدول التي شهدت في السابق فعاليات تضامن مع الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي، بالتظاهر في ميادينها الكبرى كميدان التحرير، وأمام نقابات المحامين والأطباء والصحفيين، كما كان لها دور فاعل في التضامن عبر رسائل إعلامية واضحة.

وأضاف الروبي في حديثه للجزيرة نت أنه وبعد 30 يونيو/حزيران أصبح التضامن مع القضية الفلسطينية خيانة ودعما للإرهاب، بتوصيف النظام المصري الحالي، الذي لا يستطيع أن يُغضب الكيان الصهيوني، ويسعى للتطبيع والركوع له وإخماد المقاومة واتهام المناضلين بالإرهاب.

وينفي الناشط والصحفي عبد المنعم الحشاش وجود مقارنة بين فعاليات التضامن مع القدس والأقصى قبل وبعد اﻻنقلاب العسكري، ولا سيما إذا ما قورن الوضع الحالي بفترة الرئيس المنتخب محمد مرسى، حين تماهى الحراك الثوري مع الموقف الرسمي، لدرجة تحرك بعض الشباب نحو الحدود من أجل للعبور للدفاع عن اﻷقصى، حيث منعتهم وقتها قوات الجيش عند جسر السلام.

وتابع الحشاش في حديثه للجزيرة نت "سرعان ما حدث التحول السلبي في مشهد التضامن مع اﻷقصى مع اشتداد القبضة الأمنية واعتقال عشرات اﻵﻻف من الناشطين، وتنفيذ الإعدامات والتصفيات الجسدية بالجملة، وتعدد حالات الاختفاء القسري، وجرى كل ذلك بحق المنتسبين لثورة يناير والمتضامنين مع القضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية، وهو ما شتت الحراك الثوري عن قضية الأقصى.

البث المباشر