الاحتلال يخشى معركة خلافة عباس

رئيس السلطة محمود عباس
رئيس السلطة محمود عباس

القدس المحتلة-الرسالة نت

تتصاعد التحذيرات في أروقة جيش الاحتلال والمخابرات حول اليوم التالي لخلافة رئيس السلطة محمود عباس، حيث تتهم هذه الأطراف الأحزاب اليمينة التي تسيطر على الحكومة بأنها تتجاهل قضية هامة كهذه وتتوهم أن خليفته سيكون أكثر "اعتدالاً ومرونة منه"، وفق تعبيرها.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية مقالاً قالت فيه "رغم عمره المتقدم (82 سنة)، حالته الصحية المتضعضعة التي يصفها اطباؤه القلقون "بالممتازة"، وإحباطه العميق من فشله في التقدم بأبناء شعبه نحو دولة مستقلة، يصر أبو مازن على مواصلة الإمساك بلجام الحكم، مثل طغاة آخرين في الشرق الاوسط، فيمتنع عن تعيين خليفة له، عن تحديد أحد من ربائبه او على الاقل أن يحدد آلية تنتخب خليفته".

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي روني شكيد، أن حكومة الاحتلال هي الأخرى لا تستعد لليوم التالي لأبو مازن، ومضى يقول: "قادة الليكود والبيت اليهودي ينتظرون انصراف من برأيهم هو مصدر كل الشر في علاقات الفلسطينيين مع إسرائيل، ويسلون أنفسهم بالوهم بأن خليفته سيكون أكثر اعتدالا منه، فيوقف التحريض، ويوقف الإرهاب"، وفق تعبيره.

وقال "ما يوحد الفلسطينيين في صراعهم ضد إسرائيل هو فكرة النزاع وفي مركزها الثوابت-المبادئ الأساس-، التي لا يمكن التنازل عنها أبدا، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس؛ حق العودة؛ تحرير السجناء وعدم الاعتراف بإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. أما الزعيم الذي يخرج عن هذه المبادئ فلن يبقى".

وشدد الكاتب على أن ابو مازن جيد لليهود بل وحتى مجدٍ لحكم الليكود واليمين، وتابع معدداً مزايا أبو مازن: قاد نحو وقف "الإرهاب" المسلح المنظم؛ ثبت التعاون الامني، الذي على حد قول قادة الجيش الاسرائيلي يساهم في إحباط "الإرهاب"؛ تمسك برؤيا الدولتين، التي تعني على حد قوله التنازل عن 78% من أراضي فلسطين لصالح الدولة الصهيونية؛ عمل بيد حازمة ضد حماس وعمق الانشقاق بين الضفة وغزة- مصلحة اليمين في كفاحه ضد إقامة دولة فلسطينية"، حسب وصفه.

ولفت شكيد إلى أن معارضة أبو مازن إجراء مفاوضات بلا مضمون خدمت مصلحة حكومة نتنياهو في الهروب من المفاوضات السياسية، مبيناً أنه خلافاً لشعار اليمين المتكرر، كان بوسع أبو مازن أن يكون الشريك الأفضل للمفاوضات.

وقال الكاتب "في جهاز الأمن، وعن حق، قلقون من اليوم التالي لأبو مازن. فالاستقرار السلطوي الفلسطيني هو ضمانة للأمن وهو كفيل أيضا في المستقبل بالمساعدة في بدء المفاوضات، وعليه فمن الخير إذا ما عمدت إسرائيل في هذه الفترة الانتقالية، التي لا يعرف أحد كم ستطول، الى القيام ببادرات طيبة، أفعال ونشاطات تشير على الأقل إلى الرغبة في إعادة بناء الثقة، منعا للفوضى في اليوم التالي".

البث المباشر