كيف قضى الفلسطينيون رحلة الإذلال من القاهرة لغزة؟

صورة
صورة

رفح-محمود فودة

قبل أن تسلم الحاجة زكية عيسى على أحفادها القادمين لاستقبالها في معبر رفح، مسحت دموعها التي انسكبت على وجهها فرحا بالوصول إلى أرض غزة، بعد 72 ساعة من العذاب امتدت من القاهرة حتى الوصول إلى المعبر الفلسطيني.

آلاف العالقين في مصر وبقية الدول العربية تدافعوا إلى طريق العودة لغزة بعد أن أعلنت السلطات المصرية عن فتح معبر رفح في الاتجاهين تزامنا مع سفر حجاج غزة، بعد إغلاق دام خمسة أشهر، إلا أنهم صدموا ببقاء التعامل السيء من قبل الجيش المصري وإدارة معبر رفح، رغم الحديث عن تحسن العلاقات بين حركة حماس ومصر في الأسابيع الماضية.

وتقول الحاجة عيسى في حديثها لـ"الرسالة نت" صباح اليوم الجمعة: "غادرنا القاهرة صباح الأربعاء، قبل يومين كاملين، كل ساعة فيها من الألم والتعب ما يكفي لأشهر، أشقائنا المصريين لم يحسنوا التعامل معنا".

مئات العالقين وصلوا إلى غزة على مدار اليومين الماضيين، والذين انتظروا تشغيل المعبر أشهر طويلة، غالبيتهم من المرضى الذين انقطعت بهم السبل بسبب طول فترة إغلاق المعبر، ورفض السلطات المصرية لكل المناشدات التي أطلقوها على مدار 5 أشهر.

وتضيف الحاجة عيسى أن الجنود المصريين لم يراعوا كبر سنها على حواجز الجيش، وأجبروها على فتح كافة حقائبها، وأنها تعرضت لسرقة بعض الهدايا كالعطور وألعاب الأطفال من قبل أفراد الجيش.

صورة لحاجز الريسة المصري 


3690ac3d14f3931cf53834f3bc8b2e5f

أما المواطنة يارا العفيفي فقد قالت في روايتها لما جرى في الطريق من القاهرة لغزة: "الساعة 12 ليلاً من يوم الثلاثاء السابق، مرت الأيام صعبة للغاية، كمائن وراء كمائن، ولقد كان أشدّها عسراً وانتظاراً وحرقة دم هم كمائن جرادة والرّيسة والميدان".

وأضافت: "لم يتوانى جنود الجيش المصري في التفتيش واللهث الحثيث وراء إذلالنا، والبحث عن كروزات السجائر والمعسّل يفتَّشوا عنها بدقة شديدة، وهي أول ما يُسأَل عنه الجميع، كما أن أي أشياء تعجبهم ويوجد منها عدد في الحقائب يمكن لهم سرقتها عيني عينك".

وأشارت إلى أن الجيش المصري أجبرهم على قضاء يوم كامل على الأرض على بوابات المعبر الخارجية، رغم أن معنا نساء وأطفال وحوامل ومرضى وكبار سن ورضع، بينما أدى تجمعهم أمام البوابات إلى حالة من التدافع مما أدى إلى حالات اغماء في صفوف العالقين.

أما المسن جهاد أبو ستة المريض بالسكري ويحتاج لدخول الحمام بين الساعة والأخرى، فقد قال لـ"الرسالة نت" : "الأخوة المصريين لم يروا فينا محتاجا، بنظرهم كلنا أرقام، لا فرق بين مريض وطفل ومسن وامرأة، كلنا في البهدلة سواء".

وأوضح أنه طلب من الضباط المصريين على الحواجز باستخدام دورة المياه الخاصة بهم إلا أن كل طلباته قوبلت بالرفض، مما حذا به إلى البحث عن وسائل يدوية، قائلا: "سافرت لـ 10 دول بما فيها معابر تحت إدارة الاحتلال الإسرائيلي، لم أرّ 1 % مما وجدته في طريقي في سيناء ومعبر رفح".

ومما زاد تعب المسافرين في هذه المرة، أن السلطات المصرية تجري أعمال صيانة وتشييد في صالات المعبر، حيث لم يجد المسافرين أماكنا للجلوس فيها، أو الهروب من أشعة الشمس، مع تأكيدهم أن وتيرة العمل بطيئة للغاية.

وفور وصول العالقين إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، تستقبلهم إدارات وزارة الداخلية بالمياه الباردة، والمساعدة في نقل الحقائب من الحافلة المصرية إلى الفلسطينية مرورا بإجراءات التفتيش الروتينية، مما دفع أحد المسافرين إلى إطلاق الزغاريد فور دخوله صالات معبر رفح الفلسطيني.

وتكررت مشاهد سوء تعامل السلطات المصرية مع الفلسطينيين العائدين إلى غزة طيلة السنوات الماضية، بينما يأمل الفلسطينيون أن تتغير هذه السياسة في ظل الحديث عن تحسن في العلاقات بين حركة حماس والجهات المصرية.

وفتحت السلطات المصرية معبر رفح الاثنين الماضي؛ لسفر حجاج قطاع غزة، إلا أنها سمحت خلال اليومين الأخيرين من تشغيل المعبر بسفر الحالات الإنسانية وعودة العالقين بعد إغلاق دام 5 أشهر.

البث المباشر