قائد الطوفان قائد الطوفان

المختطفون الأربعة .. عامان على تقفي الأثر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- لميس الهمص

منذ عامين يحاول أهالي المختطفين الأربعة في جمهورية مصر العربية تقفي آثار أبناءهم في سبيل الحصول على أيه معلومة تطفئ نار الشوق والقلق التي تشتعل في أجسادهم.

جريمة الاختفاء القسري تركت وجعًا لا يوصف في قلب ذويهم الذين توقفت عقارب الساعة بالنسبة لهم منذ تاريخ اعتقال الشبان الأربعة يوم التاسع عشر من اغسطس للعام 2015.

 غياب المعلومات خلال العامين دفع لتسلل الكثير من اليأس إلى قلوب ذويهم إلا من معجزة ربانية.

على غير العادة سأم أهالي المفقودين الحديث عبر وسائل الإعلام إلا أن محاولات "الرسالة" والأمل بتحريك القضية دفعهم للحديث والمحاولة من جديد.

ومنذ تاريخ الاختطاف لم تعرف عائلات الشبان الأربعة: ياسر وزنون، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة، أية معلومات عن مصيرهم، في حين أظهرت صورة مسربة العام الماضي نشرتها قناة الجزيرة القطرية، اثنين منهم خلال احتجازهم داخل إحدى قاعات الاحتجاز في سجن “لاظوغلي” بمدينة القاهرة.

كما الأخبار المقطوعة يتقطع قلب أم محمود زنون زوجة المختطف ياسر كلما تذكرت حديث زوجها عن حلمه بأن يرى ابنه البكر بزي الروضة يحمل حقيبته ويحل واجباته للمرة الأولى، وتخشى ألا يستطيع ياسر تحقيق ذلك الحلم خاصة أن محمود أنهى عامه الأول في الروضة ومقبل على عامه الثاني.

يحترق قلب الأم يوميا عندما يسأل أبنيها محمود ومحمد عن أبيهم وأخباره ولماذا لا يشاركهم في رحلتهم البحرية كما أبناء عمهم، تقول أم محمود تحول البحر باتساعه إلى مجرد مكان يشعرها بالضيق لارتباطه بزوجها الذي كان كثيرا ما يصطحبها وابناءها إليه.

ياسر الأصغر بين أخوته الذكور لازالت والدته تتجرع الألم عليه حتى أصابها داء السكري، تضيف زوجته :"يوم الجمعة بالنسبة لأمه يوم لاسترجاع الأحزان على سفرة الطعام التي كانت تجمعها بياسر الغائب عنها قصريا.

وبحسب الزوجة فإن “قيادة حماس أخبرت العائلات أن السلطات المصرية لا تزال تنفي وجودهم على أراضيها أو أن يكون أحد من أجهزتها الأمنية هم من كان باختطافهم أو أنهم موجودون في إحدى سجونها، على الرغم من الصور التي بثتها قناة الجزيرة من داخل أحد السجون المصرية تظهر اثنين منهم.

كالغريق الذي يتعلق بقشة حال عوائل المختطفين الأربعة في انتظار أي اخبار تطمئنهم على أوضاع أبنائهم، القلق واليأس دفعا والدة المختطف عبد الدايم أبو لبدة إلى رفض الحديث إلى وسائل الإعلام خوفا من تعميق الجرح الغائر أصلا بعد فقدان آثار ابنها الوحيد.

خال الغائب عبد الدايم أبو إبراهيم قال:" إن قلب والدة عبد الدايم يحترق عليه فهي وحدها من عملت وربت وعالجت وبعد ذلك فقدت دون سابق انذار.

يضيف أبو إبراهيم الذي ربى عبد الدائم: اتجنب وضع عيني بعين والدته لأن جرح كلينا عميق، ربيته منذ كان في الرابعة من عمره.

تمر المناسبات ثقيلة على أم عبد الدايم يقول خاله 30 يوم في رمضان قضتها دون أن يرافقها في السحور أو الإفطار، ذكرى يوم ميلاده من أصعب الأيام التي تمر عليها .

ميتين ... أحياء ... في أي سجن ... كيف "بيتعاملوا" ... إذا أموات " وين اندفنوا" ؟ أسئلة يومية يسألها أبو إبراهيم لنفسه ومن حوله لكن لا دون إجابات حتى اللحظة .

وكانت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس" قد دعت وزارة الداخلية المصرية للكشف عن مصير أربعة فلسطينيين كانوا مسافرين عبر معبر رفح.

وطالبت المنظمة في رسالةٍ وجهتها إلى الوزارة المصرية للكشف عما إذا ما زالت أو كانت تعتقل هؤلاء الأربعة.

وقالت المنظمة إن صورًا للمختطفين ظهرت في مركز احتجاز بالقاهرة قبل أشهر، وأن احتجازهم المطول بمعزل عن العالم الخارجي، مع رفض السلطات المصرية الإقرار به ورفضها الكشف عن أماكنهم، يمثل إخفاءً قسريًا.

البث المباشر