وصف النائب ماجد أبو شمالة الأمين العام للجنة التكافل الوطنية، إعلان حركة "حماس" حل اللجنة الإدارية بـ "الخطوة السياسية الذكية"، مشيرا إلى أن الحركة نقلت بهذه الخطوة الكرة إلى ملعب الرئيس محمود عباس بكل جدارة.
وقال أبو شمالة في حديث خاص بـ "الرسالة": إن الحركة أثبتت حرصها على وحدة الشعب بهذه الخطوة، وأنها حريصة على إنهاء ملف الانقسام والانطلاق نحو إعادة تجميع الصفوف وتطبيق تفاهمات المصالحة عام 2011م".
وأعلنت حركة حماس عن حل اللجنة الإدارية، داعية حكومة الحمد الله للقدوم إلى غزة والقيام بدورها، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
مصر ستدعو الفصائل للقاهرة بعد رد فتح على مبادرة حماس
وأعلن أبو شمالة القيادي فيما يعرف بـ "التيار الإصلاحي" في حركة فتح الموالي لمحمد دحلان ترحيبهم بأي "جهود تحقق المصالحة، وتؤدي الى إعادة الأمانة للشعب من خلال إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني يتيح للشعب أن يقول كلمته".
فرصة تاريخية
وأضاف أن هذا الإعلان يشكل فرصة نأمل أن يلتقطها الرئيس عباس، وأن تبادر حركة فتح في إجراء حوار جدي لإنهاء الانقسام، والتراجع عن قراراتها التي مورست ضد القطاع من قبيل قطع الرواتب والكهرباء ومنع التحويلات الطبية، ويجب وقف كل هذه الإجراءات اللاإنسانية التي اتخذت ضد القطاع".
وتابع: "ليس من أخلاق فتح أن تعاقب المرضى وأن توقف الكهرباء، وما حدث فرصة تاريخية يجب أن تلتقط من قيادة الحركة، وأن تعيد الأمور إلى نصابها وتوقف كل الإجراءات التي أساءت للحركة وتاريخها".
وفيما يتعلق بتأثير المصالحة على العلاقة الفتحاوية الداخلية، أجاب أبو شمالة: "هذه ليست مطروحة في الوقت الراهن، ونحن متواجدون على الأرض، وأمامنا صندوق الانتخابات ليثبت حجم كل طرف، وإذا قرر الصندوق إعطاء الثقة للرئيس وفريقه فسنحترم ذلك، وإن جرى العكس فعليهم احترام النتيجة".
وتابع أبو شمالة: "نحن مع أي مصالحة داخلية حتى لو تم استثناؤنا، المهم أن تؤدي إلى الانتخابات وأن يقول الشعب كلمته، ونثق انه لن يخذلنا"، موضحاً أن تيار دحلان حثّ حركة حماس في البداية على تقديم بعض التنازلات في سبيل تحقيق المصالحة، مضيفاً: "نحن لسنا قلقين بالمطلق على العلاقة بين التيار وحماس؛ وما بنيناه معًا من تفاهمات محكوم بعلاقة تاريخية بيننا وبين قيادة الحركة الجديدة، التي شكلّت على مدار سنوات من النضال والسجون".
حوار وطني
وفي غضون ذلك، أكد أبو شمالة أن الجانب المصري بصدد دعوة الفصائل الفلسطينية لاجتماع وطني في القاهرة، ومضى يقول: "لكن ذلك مطروح بعد موافقة حركة فتح على ما ورد في مبادرة حماس، وبعد أن تستلم حكومة الحمد الله مهامها في غزة بفترة زمنية بين أسبوع إلى أسبوعين، حيث ستدعو القاهرة الفصائل للقاء يجري خلاله تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
حماس أبدت مرونة كبيرة في سبيل فتح معبر رفح
وقد اقترحت حماس في مبادرتها التي قدمها وفدها الذي يزور القاهرة، دعوة الفصائل لاجتماع وطني من أجل التشاور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكدّ أبو شمالة أن مصر لديها حرص شديد على إجراء المصالحة "فلا مصالحة بدون مصر لأن ذلك مرتبط بمصلحة مشتركة تتعلق أساسا بالأمن القومي، والمبادرة المصرية للمصالحة تهدف لإنهاء الانقسام بشكل نهائي".
وبشأن تطورات العلاقة بين حماس ومصر، قال: "هناك صفحة جديدة في العلاقة بين الجانبين، قائمة على احترام سيادة مصر وأمنها واحتياجاتها الإنسانية، ونأمل أن تتطور ايجابًا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، وأن يشعر المواطن بثمار هذه العلاقة".
المعبر والكهرباء
وتطرق النائب أبو شمالة إلى تطورات الموقف بشأن فتح معبر رفح وحل أزمة كهرباء غزة، موضحًا أن فتح المعبر بطريقة منتظمة مرتبط بقضيتين أساسيتين أولها تتعلق بالوضع الأمني في سيناء، والثانية بالإصلاحات الجارية على الجانب المصري من المعبر.
وأضاف: "كثيرا ما اصطدم فتح المعبر بالوضع الأمني، ومصر لديها مبدأ بفتح المعبر، ولكن انتظامه مرهون بهذا الوضع الأمني في شبه الجزيرة". وتابع أبو شمالة: "من حيث المبدأ هناك وعود بفتح المعبر بأوقات متقاربة وتقديم التسهيلات بشكل كبير، خاصة بعد اكتمال الانشاءات التي ستسهل من التعامل مع المسافرين".
وقال "لا يمكنني تحديد موعد لفتحه، ولكن ذلك مرهون بانتهاء الإصلاحات وتحقيق الوضع الأمني"، مضيفاً أن "مصر معنية بفتح المعبر اقتصاديًا لأنه يخدم الوضع في كلا الجانبين ولديهم حرص على فعل ذلك، ولكن حتى يتم الانتهاء من إنشاءات المعبر، وسيكون تجاريا رسمياً".
وعود مصرية بفتح المعبر تجاريا وسيتم افتتاحه رسميا
وبشأن الجهة التي ستشرف عليه فلسطينيًا، علقّ أبو شمالة بالقول: "الأمر ليس موطن خلاف، فحماس أبدت مرونة واستعداد كبير في سبيل فتحه بأي آلية ممكن التوافق حولها، وشعرنا بمسؤولية في موقفها، وبالتالي لا يوجد خلاف لديها حول من سيدير المعبر وآلية إدارته بقدر ما يتعلق الامر بفتح المعبر وانتظامه وتخفيف الآلام عن الشعب".
وحول الحلول المقترحة لحل ازمة الكهرباء، قال أبو شمالة: "إن هناك جهودًا تبذل لذلك وحينما نصل لنتائج واضحة سنعلن عنها، لكن مبدئيا نأمل استعادة الـ 50 ميجا وات التي جرى تخفيضها من الجانب الإسرائيلي بقرار من رئيس السلطة محمود عباس".
وأضاف: "إذا عادت هذه الكميات فسيسهل علينا شراء أخرى جديدة سواء من الإسرائيليين او غيرهم، وفي المحصلة نأمل الوصول لنتائج معينة كي نعلن عنها".
وأخيرًا حول مصير لجنة التكافل الوطنية، شدد رئيس اللجنة على أنها ستواصل أداءها وتأدية خدماتها، ولن تتوقف عنها، وقال: "لا أعتقد أن أحدًا سيمنع اللجنة من أداء مهامها، وعلى فتح أن تلتقط الفرصة لترتيب البيت الفلسطيني وانهاء الانقسام والتكاتف في خدمة أبناء شعبنا".
وعلمت الرسالة من مصادر موثوقة أن وفد حركة فتح المشارك في لقاءات القاهرة رفض مبدأ المشاركة في لجنة التكافل، وذلك ردًا على مقترح قدمه الجانب المصري للوفد يقضي بضرورة تعزيز عمل اللجنة المدعومة اماراتيا ومصريا.
وشكلت اللجنة عام 2011 من الفصائل والقوى الفلسطينية بدعم اماراتي، ونفذت العديد من المشروعات الإنسانية في القطاع وعملت على تعويض عوائل ضحايا الانقسام.