يفتخر مزارعو البلح بمنتجهم الوطني عبر تنظيم معرض "بلح فلسطين" الذي افتتحته الغرفة التجارية في غزة، بالتعاون مع "التجمّع العنقودي للنخيل"، بدعم من مشروع تطوير القطاع الخاص الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، وبمشاركة 25 من المزارعين والصناعيين الأعضاء في التجمع العنقودي للنخيل.
ويثني المزارعون على تواصل معرض "بلح فلسطين" للعام الثالث، تأكيداً على دعم المزارع الفلسطيني والمنتج الوطني.
ويتصدر البلح "الحيّاني" المشهد بالمعرض، إذ كان معلقًا على جميع زواياه، كما "الزُهدي" و"البلح الأصفر" بأنواعه، وشارك مزارعون آخرون بزوايا من منتجات البلح، مثل العجوة، والدبس، والمربى، في يومٍ احتفالي بمنتجات البلح بأنواعها من داخل القطاع المحاصر. ويوجد في قطاع غزة نحو ربع مليون نخلة مثمرة، تنتج حوالي 15 ألف طن من البلح والرطب.
ويتم تسويق ما يقارب 13.5 ألف طن في الأسواق المحلية، ويجري تحويل جزء من هذه الكمية إلى عجوة أو صناعات تحويلية، فيما يتم تخزين البقية في الثلاجات على أمل تصديرها أو تسويقها خلال العام.
يقول وليد الحصري رئيس الغرفة التجارية بغزة: "إن الغرف التجارية تهدف من افتتاح المعرض بالاشتراك مع التجمع العنقودي للنخيل، إلى دعم المنتج الوطني"، مؤكدا أنه ذو جودة عالية.
وأوضح الحصري لـ "الرسالة" أن المعرض يهدف إلى إبراز أهمية المنتج الوطني من البلح، مؤكدًا ضرورة دعم البلح ومنتجاته في غزة؛ لما له من أهمية في تحقيق الاستدامة والتنمية والاكتفاء الذاتي وتغيير فكرة أن "فلسطين شعب مُستهلك".
وأضاف:" الغرفة التجارية عملت على بناء مبنى في المنطقة الصناعية يحتوي على ثلاجة كبيرة لمساعدة المزارعين على حفظ منتجاتهم، والقطاع يحتوي على أكثر من 250 ألف شجرة نخيل، يعتاش منها أكثر من 5 آلاف مزارع".
وفي السياق، يشكو المزارع جمال أبو جميزة من أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ على المزارعين والمنتجين بسبب انقطاع الكهرباء التي تلزم في التخزين، إضافة إلى معاناتهم مع "سوسة النخيل".
وأضاف أبو جميزة: " لجأتُ إلى طريقة تجفيف البلح التي كنا نستعملها قديماً للحفاظ على المنتجات، في ظل الأزمات وعدم وجود تصدير".
وأكد المزارع أن بلح غزة يمتاز بجودة عالية، لافتا إلى أن جهود المصنعين تتركز في إنتاج المزيد من أجل تقليل اللجوء إلى الاستيراد. وتابع أبو جميزة: "بيع البلح والرطب طازجا في الأسواق المحلية بعد منعه من التصدير بسبب الحصار الإسرائيلي وضعف القدرة التصنيعية له أدى إلى ضعف المردود الاقتصادي للقطاع، وكبّد المزارعين خسائر كبيرة".
واعتبر مبادرة الغرفة التجارية بإيجاد ثلاجة كبيرة بأنها خطوة مهمة على صعيد فتح أوسع سوق محلية لتسويق المنتجات؛ وتعويض المزارعين عن الخسائر الناجمة عن منع التصدير.
وشكر أبو جميزة القائمين على المعرض باعتبار أنه اتاح الفرصة للمزارعين للمشاركة، ومنح اهالي القطاع فرصة التعرف على المنتجات الغزية من عجوة ومربى.
وفي سياق متصل، بين المزارع عبد الله الاغا، أن غزة تشتهر بزرع نخيل الحياني والبرحى، مشيراً إلى أن نسبة إنتاج بلح الحياني 85%، والبلح البرحي 10%، وبلح زند العيش 5% من إجمالي ناتج ثمار البلح والرطب في غزة.
وبيّن أن الاسواق الفلسطينية تعاني من ركود كبير أثر سلبا على أسعار البلح؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في غزة.
ويعلّق المزارعون في القطاع آمالا عريضة على إتمام المصالحة الفلسطينية؛ من أجل إنعاش الاقتصاد والسوق، وفتح المعابر لتصدير منتجاتهم.