ادعت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أنها حصلت على معلومات تشير إلى أن السبب وراء قبول حركة حماس اتفاق المصالحة ليس الرغبة في التوصل إلى مصالحة حقيقية، "لكن القصد من ذلك تمهيد الطريق لخالد مشعل للوصول إلى عرش الرئاسة الفلسطينية".
ونقلت الصحيفة، الثلاثاء، عن مسؤولين فلسطينيين وأجهزة مخابرات مصرية كبار شاركوا في تفاهمات المصالحة الأخيرة بالقاهرة، قولهم لها "إن أحد الأهداف الرئيسية للاتفاق وبصفة أساسية لتنفيذه من جانب حماس هو تمهيد الطريق أمام خالد مشعل إلى الرئاسة الفلسطينية في حال ترك رئيس السلطة محمود عباس منصبه".
وقالت: "لا يزال مشعل، الذي خدم منذ ما يقرب من عقدين من الزمن رئيسا للمكتب السياسي لحماس، يعتبر أقوى شخصية في الحركة رغم استقالته، وحلّ محله إسماعيل هنية زعيم حماس الذي فاز في الانتخابات السرية لقيادة الحركة".
ونقلت عن مشعل قوله "إنه على الرغم من استقالته من منصب المكتب السياسي لحماس إلا أنه لم يخف قط من طموحه في وراثة الرئاسة الفلسطينية"، مضيفة أنه قال في محادثات مغلقة إنه سيدعم إصلاحات بعيدة المدى في ميثاق حماس، من شأنها أن تسمح للمنظمة بالانضمام إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، كخطوة تسمح لممثل الحركة بالترشح للرئاسة الفلسطينية.
وذكرت أنه "وفقا لمسؤول مصري رفيع المستوى شارك في صياغة تفاهمات اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية، فإن حماس انضمت من حيث المبدأ إلى منظمة التحرير، مع أن هذه الخطوة تعتمد إلى حد كبير على تنفيذ الاتفاق من قبل حماس".
وأوردت أن مسؤولا فلسطينيا رفيعا صرّح لها بأن مشعل ليس لديه نية للتقاعد، وأنه يحدق نحو تحقيق حلمه بأن ينجح كرئيس للشعب الفلسطيني، سواء في الشكل الحالي لرئيس السلطة أو رئيس دولة فلسطينية مستقلة، مستدركا بأنه "ليس موضوع اليوم وليس له حاليا أي دور في أداء المنظمة ويعمل أساسا كسفير حماس في البلدان العربية وخاصة في منطقة الخليج العربي".
وقالت إن المسؤولين الفلسطينيين المصريين الذين شاركوا في صياغة تفاهمات اتفاق المصالحة أكدوا أن مشعل هو الذي أصرّ على صياغة ميثاق حماس الجديد، التي كانت أكثر تساهلا من ميثاق المنظمة السابق الذي يؤكد أن حماس ليست عدوا للشعب اليهودي بل ترفض الصهيونية والمشروع الاستيطاني ولا تنكر إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، واعتبرت أن ذلك يتناقض مع الاتفاقية السابقة التي نفيت تماما وجود دولة (إسرائيل).
وأشارت "إسرائيل هيوم" إلى أن مشعل، الذي يتمتع بشعبية كبيرة وتعاطف في الرأي العام الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على حد سواء، ليس لديه رغبة في مواصلة التجوّل بين "الفنادق الفاخرة" في دول الخليج التي تستضيفه منذ توليه منصبه وبعد اتفاق المصالحة، هي بالتأكيد المرحلة الأولى في تحقيق طموحه للنجاح بخلافة أبو مازن"، على حدّ وصفها.
وزعمت الصحيفة العبرية أن "مسؤولا كبيرا في حماس" أكد لها أن حركة فتح غير راضية عن تطلعات مشعل إلى أن يكون رئيسا لفلسطين في المستقبل، وأنه قال إنهم أبلغوا الوسطاء المصريين بأن فتح لن تعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطيني داخلي "فقط بسبب تطلعات مشعل المستقبلية ".
كما نقلت عن مسؤولين في فتح قولهم لها إن "طموحات مشعل واضحة ومعروفة لنا، ولكن الطريق لا يزال طويلا".
وعلّقت قائلة: "على الرغم من ذلك، إلا أن هناك قلق من جانب النظام الملكي الأردني حول هذا الأمر، حيث قال مسؤول كبير في عمان لنا أن هذه الخطوة لو حصلت فعلا في الواقع، فإن الأردن لن يسمح بذلك، وإن الفكر القائل بأن عناصر حماس المسلحة سيكونون على الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والمملكة الأردنية يتسبب في عدم ارتياح جميع كبار المسؤولين في الأردن".
ويعتبر مشعل أحد مؤسسي حركة حماس، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه. تولى رئاسة المكتب السياسي للحركة في الفترة ما بين عامي 1996 و2017، وتمَّ تعيينه قائدا لها بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 23 مارس/آذار 2004.
وانتهت ولاية مشعل رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، منتصف هذا العام، وخلفه إسماعيل هنية من قطاع غزة.