قائد الطوفان قائد الطوفان

مخيبة بذلك آمال المواطنين

تلكؤ فتح برفع عقوبات غزة يثير مخاوف فشل المصالحة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت - رشا فرحات

أنهت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعها الخاص بمناقشة المصالحة الفلسطينية، مساء الأحد الماضي والذي تم برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، دون إصدار أي قرار أو توصية برفع العقوبات عن قطاع غزة.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية "وفا": إن اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عقد في رام الله، ناقش اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع في القاهرة، لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

والتزمت اللجنة المركزية الصمت تجاه عقوبات غزة، مكتفية بإرسال الشكر لمصر لدورها الإيجابي في إنجاح المصالحة.

وإزاء ذلك، يقول المحلل السياسي تيسير محيسن: "إن فلسفة ومصطلح "التمكين" الذي يردده الرئيس عباس وحركة فتح قائم على قاعدة التخوفات، وهذه التخوفات تتجسد بعدم رغبة الرئيس استلام غزة وتوفير احتياجاتها دون أن يكون لها سيادة القرار الكامل على كل شيء، وقد عبر عن ذلك عدد من الشخصيات الفتحاوية في موضوع السلاح تحديدا".

وتابع قائلا للرسالة: "بدأنا نسمع قرارات على شاكلة "فتح باب التجنيد بغزة"، وهذا يعطينا مؤشرا أن ما جرى في القاهرة لم يكن اتفاق مصالحة، وإنما اتفاق سياسي مبني على جملة من الاتفاقيات السياسية الأخرى التي تعتبر شرطا للوصول الى المصالحة الحقيقية".

ويوضح محيسن انه في ظل الوضع القائم الذي يعتمد على فلسفتين في الساحة الفلسطينية، وكل فلسفة لها رؤية معينة، فإن هذا يزيد الأمر صعوبة، ولا يجعل من إمكانية تحقيق مصالحة حقيقية، ومضى يقول: "أبو مازن يريد مزيدا من التنازلات من حركة حماس وهو قبولها للتعامل مع ملف السلاح في غزة وخاصة ملف سلاح القسام وهذا متروك للمرحلة اللاحقة".

ويرى أن موضوع منظمة التحرير الذي سيتم الحديث عنه في بداية نوفمبر يعتبر عقبة أخرى، فأبو مازن يعتقد أن على حماس أن تسلم بكل ما تتبناه منظمة التحرير وخاصة ملف التسوية، وتكون جزءا من المنظمة دون نقاش وتغيير، وهذا يتعارض مع رؤى حماس وفكرها.

ويلفت محيسن الى ان (إسرائيل) الآن بدأت تضع شروطها من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ابو مازن يقدم قدما ويؤخر الأخرى، وحتى العقوبات ما زالت معلقة حتى الآن وكل ذلك ليحقق أبو مازن كل ما يريد من شروط، مضيفاً أن الأخير يشعر بانه غرر به، لأنه لم يكن يتوقع ان حماس أن تتنازل بهذه السهولة وتحل اللجنة الإدارية وكانت محرجة بالنسبة له، مشيراً إلى استراتيجية حركة حماس التي أخرجت موقفها بمنتهى الدقة، وهي تعلم أن فتح لن تتعارض مع إرادة الدولة المصرية، وقال: إن حماس الآن أصبحت جزءا من الشارع لها مطالب كأي مواطن عادي، وحكومة عباس هي من يجب ان تتحمل كل شيء أمام العالم".

وفي ختام مقابلته مع الرسالة، نوه محيسن لمقابلة حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية في فتح على تلفزيون فلسطين حيث انه أعلن رسميا أن حركة فتح ترفض وجود أي قوة في غزة غير قوة الحكومة، وقال: "هذا يعني أن أبو مازن يريد أن يطبق نموذج الضفة الغربية وممارسات الحكومة هناك مع من يعارضها على قطاع غزة".

وربما الحراك الإسرائيلي الذي بدأ يزداد في الفترة الأخيرة بدأت تظهر علاماته جلية، ويعكسه التباطؤ الذي يبديه عباس وحكومة التوافق تجاه تطبيق المصالحة فعليا على أرض قطاع غزة.

ويرى البعض أنه بناء على كل التحديات يجب على غزة ان تلتزم الصبر أكثر لفترة ليست بالبسيطة، دون أن ننسى الرأي المصري الذي أكد على معاقبة كل من يعرقل عملية المصالحة.

وهذا ما يدعمه الكاتب أكرم عطا الله في مقال له، حيث قال: "هناك تفاؤل اسرائيلي بفشل المصالحة على شكل تقديرات استخبارية، وهذا يجب أن يواجه بإصرار فلسطيني على النجاح وتذليل العقبات وسرعة التحرك فلسطينياً دون تباطؤ لأن الوقت قد لا يكون في صالح الفلسطينيين، لذا ينبغي استغلال اللحظة في الاندفاعة الحاصلة حالياً سواء بالمتابعة المصرية أو رغبة الفصائل أو احتضان الرأي العام للمصالحة، ونخشى أن يحدث الوقت حالة من الفتور المؤقت لكل هذه الإرادات إذا ما قطعناه بسيف المسؤولية الوطنية".

ويضيف: "سواء كانت المصالحة خارجية أم داخلية هذا لا يهم كثيراً، المهم أنه تحقق اتفاق لأن أسوأ مصالحة أفضل من أفضل انقسام. المهم أن ندرك أننا أمام مهمات شاقة تتطلب رشاقة الحركة".

ويؤكد المحلل السياسي جهاد حرب في مكالمة مع "الرسالة" على علم (إسرائيل) الكامل باستحالة تطبيق شروطها التي فرضتها، منتقدا تباطؤ عباس أولا في اتخاذ أي قرارات تخص غزة والذي يعود من وجهة نظره لفقدان الثقة من تسليم حركة حماس لكافة القضايا بشكل سلس واعتبرها فترة تجربة ربما، وقال: "لحد الآن يمكن أن نقول إن هذا التأخر يأتي بهذا السياق لعدم وضوح الرؤية المستقبلية لا أكثر".

وبالنسبة لنجاح العراقيل الإسرائيلية، يقول حرب: إن (إسرائيل) تعلم أن شروطها تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ ولن تكون هي العائق أمام المصالحة لأن الجهد المصري هو الأكثر بروزا ولا يوجد مبرر لأحد لعرقلة المصالحة، وما على عباس الا أن يذهب الى غزة للبدء بتنفيذ المصالحة وتخطي الحرج الذي وضع نفسه فيه لأن هذا الاتفاق هو مصلحة للجميع".

البث المباشر