قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: علاقات

بقلم/ رامي خريس

المعلومات والأخبار التي وردت إلى قاعة تحرير الرسالة أمس كان جزءا كبيرا منها يتعلق بالمصالحة، وأكثرها كانت عن زيارات الوزراء من الضفة الغربية إلى غزة فقط، ولم تكن هناك أي معلومات عن خطوات جديدة على الأرض من حركة فتح لإشعار المواطن في غزة بأن شيئًا ما قد تغير.

وأصابت حالة من الجمود الحالة الفلسطينية بعد الحديث في نهاية الأسبوع الماضي عن خطوات حماس الدراماتيكية باتجاه الشراكة في الوقت الذي لا يشعر المواطن الفلسطيني بأي مبادرة من الجانب الفتحاوي.

المجتمع الفلسطيني الذي تفاءل أفراده كثيراً بعد توقيع اتفاق المصالحة باتوا يتعرضون لكثير من الشائعات التي تتداولها صفحات الفيسبوك، تارة تتحدث عن تجنيد عناصر جدد للأجهزة الأمنية في غزة، وأخرى تتناول ما قيل إنه أزمة في وزارة التربية والتعليم مع الوزير صبري صيدم حول إعادة 150 من المعلمين ومدراء المدارس المستنكفين إلى عملهم.

وانقلب التفاؤل عند كثيرين إلى حالة من الإحباط لاسيما في ظل الحديث المتجدد عن الشروط الإسرائيلية والأمريكية للمصالحة، والخطورة الكامنة في إمكانية أن تستجيب حركة فتح ورئيسها لتلك الشروط خاصة إذا رافقها ضغوط تتعلق بوقف التعامل السياسي أو الدعم المالي.

حماس من جهتها التي وقعت على اتفاق المصالحة في العاصمة المصرية ودشنت مرحلة جديدة في علاقتها مع القاهرة طار وفدها إلى طهران لترميم علاقة الحركة وتعزيزها مع دولة كانت تعتبر الداعم الأكبر للحركة لاسيما في الفترة التي أعقبت فوزها في انتخابات عام 2006 وتعرضت لكثير من البرود أثر أحداث الثورة السورية.

ويبدو أن هذه الزيارة شكلت رافعة قوية لإعادة العلاقة بين الحركة وطهران إلى سابق عهدها وفق ما يؤكد ممثل الحركة في طهران خالد القدومي الذي قال في حوار أجرته معه "الرسالة":" أن حماس تسير باتجاه تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع إيران".

رسمت حماس لنفسها مسارا سياسيا جديدا فعلى الصعيد الداخلي رمت وراء ظهرها حقبة الانقسام الفلسطيني وسواءً عجلت فتح في إجراءات المصالحة أو تباطأت فإن قادة حماس شددوا على ضرورة التقدم في مسار الشراكة الوطنية، وعلى الصعيد الخارجي تسعى الحركة إلى ترميم علاقاتها الخارجية بمحيطها العربي والإسلامي.

البث المباشر