قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: تهديد

بقلم: رامي خريس

إذا كان أهل غزة لم يشعروا حتى اللحظة بنتائج المصالحة فإنها غائبة في الضفة الغربية كلياً، ربما بعض الفنادق في غزة شعرت نسبياً بأجوائها نظراً للحجوزات الكبيرة خلال الأيام الأخيرة من بعض وزراء حكومة الحمد الله ومرافقيهم الذين يزورون غزة تباعاً.

 من الفنادق ينطلقون لإلقاء نظرة على وزاراتهم ويلتقطون صورا فوتوغرافية مع موظفي الدرجات العليا ومن ثم يغادرون إلى رام الله.

ويعيش المواطن في غزة على أمل هنا ومعلومة هناك، وفي الضفة الغربية يسمعون عن المصالحة في (الدولة) (الشقيقة) غزة من وسائل الاعلام، وأضعف الإيمان في المصالحة لا تتوفر لهم فالاعتقالات السياسية مستمرة كان آخرها اعتقال أجهزة أمن السلطة 6 محررين، في وقت تواصل فيه اعتقال آخرين دون أي سند قانوني ما دفع القيادي في حركة "حماس"، حسن يوسف، إلى القول بأن المصالحة الفلسطينية "لا تزال في الإعلام فقط".

كما عبرت النائبة عن حركة فتح نجاة أبو بكر عن تخوفها مما يحدث في الضفة، من استمرار الملاحقة الأمنية والاعتقالات، وإغلاق للجمعيات وكبت للحريات، متمنية على رئاسة السلطة وأجهزتها الأمنية تحمل مسئولياتها تجاه المصالحة.

لكن على ما يبدو أن لقيادة فتح رأيا آخرا فهي ترى أن المشكلة في غزة وحلها فقط هناك وهو ما عبر عنه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن الذي قال في تصريحات صحفية:" أنّ المصالحة تقوم على أساس إجراء تغيّرات في قطاع غزّة تعيده إلى حضن الشرعيّة الفلسطينيّة المتمثلة بالسلطة الفلسطينيّة، واضاف: "بما أنّ الضفّة تخضع لحكم السلطة أساساً فلا شيء يستوجب تغييره هناك".

الاعتقالات في الضفة دفعت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة لإصدار بيان تقول فيه أن استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة خطر يهدد المصالحة.

المصالحة الحقيقية تحتاج إلى خطوات من الطرفين، ولا يمكن لها أن تتحقق في ظل ما يطلق عليه البعض "حب من طرف واحد" فالعلاقة السليمة يجب أن تكون بخطوات متزامنة من الطرفين وفي المنطقتين الضفة الغربية وقطاع غزة.

البث المباشر