قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أنا الحكومة

بقلم: وسام عفيفة

يقول العارفون بأحوال القلوب إن أصعب أنواع الحب حينما يكون من طرف واحد، وأنه من الصعب أن تحب شخصًا لا يحبك، الأصعب أن تستمر في حبه رغم عدم إحساسه بك.

خطوات حماس التصالحية، سواء تلك التي أقدمت عليها منذ حل اللجنة الإدارية أو التسهيلات التي تم تقديمها لحكومة التمكين، تبدو حتى اللحظة: "حب من طرف واحد".

البعض من الوسطاء والناصحين رغبة في توفيق الحركتين، يرى أنه لا بأس في ذلك، وهو أفضل من أن يستمر الفراق ثم الطلاق والانفصال.

حتى اللحظة هناك دلال ومناخير في السما من طرف رجال المقاطعة، أما إذا كانت "فتح" تتمنّع وهي راغبة، فلا يزال هناك أمل، على اعتبار أن بدايات الحب صعبة، وكما يقول الشاعر محمود درويش: "لا أُحبُّ مِنَ الحب سوى البدايات".

في المقابل هناك رأي آخر يرى أن الحب من طرف واحد "قلة قيمة"، وأنها تجربة "بايخة"،

ويحذر هؤلاء من الآثار السلبية التي قد تؤدي إلى انتكاسة تصيب المصالحة، وعليه يجب أن نمرن الناس على تقبل الخيار الآخر، وأن نسبة التفاؤل يجب ألا تكون أعلى من معدلها في مثل هذه الأجواء السياسية، وأنه على رأي نزار قبّاني علينا أن نتمرن يومياً على فاجعة فِراق أقرب الناس إلينا، كي نُحافظ على لياقتنا العشقيّة.

أما الفريق الثالث، الأقرب للواقعية، فيصر على أن الحب حتى يتواجد أصلًا لا بد أن يكون هناك تفاعل وتواصل ومواقف وتشجيع بين الطرفين حتى نستطيع أن نقول إن هذه العلاقة نهايتها الارتباط، وليست مجرد سلوك مراهقين.

فإذا بقيت بوادر المصالحة في اتجاه واحد من حماس لفتح، ومن غزة للضفة، ومن أبو العبد لأبو مازن فقط، فإن ذلك يمس كرامة العلاقات الوطنية، وسيترجم من البعض على أنه ضعف.

يخشى المتفائلون أن يكونوا قد وقعوا في براثن حب مُسيَّج بأسلاك الشكوك الشائكة، ومُفخّخ بالعقوبات الرئاسية والإجراءات الإدارية، وها هو كل مسئول قادم إلى غزة يرى نفسه أحمد السقا في فلم الجزيرة يصرخ فينا:" من النهاردة ما فيش حكومة... أنا الحكومة".

البث المباشر