قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: كبرة على خازوق

بقلم: وسام عفيفة

كان من المفترض أن يؤدي تسليم معابر القطاع لحكومة الحمدالله إلى العبور بشفافية وتفاؤل نحو محطة جديدة من محطات المصالحة والشراكة، لكن مشهد التمكين والتسليم مع الإصرار على رفض أي وجود لموظفي الإدارة السابقة إلى حد التهديد بالانسحاب من الاتفاق تحول إلى إحلال وسيطرة واستحواذ، في إشارة إلى أن عقلية رجال المقاطعة لم تغادر مربع "تصفية الحسابات القديمة" من خلال البحث عن انتصار وهمي أو ترويج حضور العائدين كخدمة تجارية شعارها "جايينك يا غزة".

المقاطعة تحاول إثبات شرعيتها وتثبيت سياداتها في غزة وعلى أهلها من خلال استعراض فحولتها السلطوية، نتيجة عقدة نقص تعانيها، تتمثل في العجز السياسي والتنظيمي والأمني المتجسد على كل حاجز في الضفة الغربية، ومقابل كل مجندة إسرائيلية يهتز أمامها "أجعص" شنب سلطوي.

العقدة تتضح بشقها الآخر من خلال حضور الخصوم من نواب القيادي محمد دحلان في جلسة التشريعي إلى جانب نواب حماس لإحياء مئوية إعلان بلفور، بينما راح رجال المقاطعة ينشرون صور الرئيس محمود عباس في أنحاء معبر رفح كافة، كمن يبحث عن "كبرة ولو على خازوق".

المواطن يراقب المشهد باستغراب، وهو الذي لا يزال ينتظر حلولا لأزماته والتراجع عن العقوبات لا استعراض العضلات السيادية والشرعية، حتى باتت الحكومة كزوج يكثر الحديث عن فحولته أمام زوجته وهي أدرى الناس "بخيره وشره".

الجميع يعلم أن شرعية المعابر ما هي إلا كذبة كونها مرتبطة بقرار وسيادة الآخرين... مصر في الجنوب والاحتلال في الشمال، بينما سيادة كبير المعابر لن تكون أفضل من سابقه... مجرد "وقيف عمال" عندما يقرر الطرفان المتحكمان في المعابر إغلاقها متى وكيفما شاءا.

إذا بقي سلوك الإحلال والنمردة هي السمة التي تحكم أداء سلطة العائدين، ونحن في أول الطريق، فإن روح المصالحة ستغيب وسترفرف حولنا روح الانقسام تنغص علينا علاقاتنا كأنها لعنة ترفض أن تغادرنا.

 الناس ينتظرون توافقا وتقاربا ومشاركة، ونصيحة مواطن صقلته خوازيق الانقسام تقول لمن تولى مسئولية جديدة: "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك".

البث المباشر